الله لمتن السراجية في علم الفرائض المسماة «باللوامع الضيائية» ، وقد طبعتها في مطبعتي (العلمية) ، وشرح هذه المنظومة لجده الموما إليه وهي بخط شيخنا المترجم نقلها عن نسخة بخط مؤلفها ، وقد صارت هذه النسخة إلى الصديق الفاضل الشيخ أحمد الزرقا.
١٣٢٦ ـ العلامة الشيخ بشير الغزّي المتوفى سنة ١٣٣٩
قاضي القضاة ، شيخنا العالم العلّامة والحبر الفهامة ، الشيخ محمد بشير ابن العالم الشيخ محمد هلال ابن السيد محمد الآلاجاتي الحلبي.
ترجمه أخوه لأمه رصيفنا الفاضل الشيخ كامل الغزّي ترجمة مسهبة ألقاها عند قبره في تربة الشيخ جاكير ، حضر ذلك الجم الغفير من العلماء والوجهاء والطلاب والأهلين ، وإني آتي على خلاصة هذه الترجمة بتصرف قليل ، ثم أتبعها بما أعلمه من أحوال شيخنا وترجمته. قال :
ولد أخي سنة ١٢٧٤. ولما ترعرع حفظ القرآن العظيم في السنة السابعة من عمره عند ولي الله الشيخ شريف الشهير بالأعرج ، وبقي عنده سنة واحدة. وبعد أن خرج لازم القراءة والكتابة بسائق نفسه. وكنت وهو في التاسعة من عمره أعطيه الكتب المخطوطة السقيمة الخط وأكلفه قراءتها ، فكان يقرأ فيها بكل سرعة وفصاحة مع قلة اللحن وغلبة الصواب على ألفاظه. وتعلم وهو في هذا السن أيضا رسم الخاتم المخمّس المنسوب للإمام حجة الإسلام الغزالي ، علّمه إياه الشيخ يوسف السرميني الشهير بالذكاء والفطنة في عصره. وتردد مدة على رجل مشهور بتصليح الساعات كان مقيما في جامع العدلية يعرف بالشيخ عبدو ، فتعلم منه هذه الصنعة في أشهر قليلة وصار ماهرا بها.
ولما بلغ الثالثة عشرة من عمره جاور معي في المدرسة السيّافية وأخذ في حفظ المتون ، ولا أبالغ إذا قلت إنه حفظ الألفية لابن مالك في أقل من عشرين يوما فكنت أعجب من سرعة حفظه وقوة ذاكرته. ثم أخذ في حفظ كتب الأدب فلم يمض عليه مدة وجيزة حتى أصبح يستوعب جملة وافرة من أشعار العرب ونبذا كثيرة من مختارات كتب الأدب والأخلاق ، وحفظ حصة كثيرة من متن الكنز في الفقه الحنفي.
وفي سنة ١٢٩٥ انتقل إلى المدرسة الرضائية وجاور فيها ، ومن ذلك الحين بدأ يشتهر