١٣٢٥ ـ الشيخ كامل الموقّت الفلكي المتوفى سنة ١٣٣٨
الشيخ كامل ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الله الحنبلي ، الشهير بالموقّت ، العالم الفاضل الصالح الزاهد.
ولد بعد السبعين ومائتين وألف بقليل ، وتلقى العلم على الشيخ الكبير أحمد الترمانيني ولازمه إلى أن توفي. وتلقى العلوم اللسانية والفقهية والحديثية على الشيخ أحمد الزويتيني مفتي حلب وبه تخرج. وتلقى علم الفلك عن والده الشيخ أحمد ، وجد في تحصيل هذا الفن إلى أن برع فيه وصار له فيه اليد الطولى ، بل كان المنفرد في هذا العلم لا يشاركه فيه مشارك كما كان أبوه من قبله. وسبب عنايته وعناية أبيه بهذا العلم أن وظيفة التوقيت في الجامع الأعظم في حلب كانت في بيتهم من عهد جده الشيخ عبد الله المتوفى سنة ١٢٢٣ ، فوالده تلقاه عن جده وهو عن أبيه ، والشيخ عبد الله تلقاه عن الشيخ علي الميقاتي المعروف بالدبّاغ.
وحينما كان الأستاذ الزويتيني مفتيا ، وأمينا الفتوى لديه شيخنا الشيخ محمد الزرقا وشيخنا الشيخ محمد الجزماتي ، كان المترجم محررا للفتاوى ، فاستفاد بذلك ملكة تامة في هذا الفن ، وخصوصا حينما كانت تجري المذاكرات الفقهية بين هؤلاء الأعلام في دار الفتوى ، وقد كانت وقتئذ في المدرسة الشعبانية. وكان مع وظيفته هذه يحدث أمام الحضرة في أموي حلب ويقوم بوظيفة التوقيت فيه. وبقي على ذلك إلى وفاة مفتي حلب العلامة الشيخ أحمد الزويتيني وذلك سنة ١٣١٦ ، فلزم بعد ذلك بيته وأخذ في رياضة النفس ومجاهدتها ، وأقبل على العبادة والذكر ، فاعتراه في أثناء ذلك شيء من مرض السوداء لكثرة مجاهدته لنفسه وكثرة الذكر والتلاوة. ثم زال ذلك عنه وعاد لصحوه وكمال عقله. ولم يزل ملازما لبيته لا يخرج منه إلا إلى صلاة الجمعة في جامع محلته (ساحة بزي) وهو فيه مكب على العبادة والتلاوة والمطالعة ، ويزوره أهل العلم والفضل ويتبركون بزيارته ، حتى إن شيخنا الكبير الشيخ محمد الزرقا زاره غير مرة طالبا منه خير الدعاء. وكان بعض المرضى يؤمون منزله فيقرأ لهم ما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة فينال الكثير منهم الشفاء بإذن الله تعالى ، وشاهدوا بأم العين بركة يده ودعائه.