وكانت وفاته ضحوة نهار الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين ومائة وألف ، ودفن خارج باب المقام قبيل المغرب ، وقبره شمالي قبة العواميد ، وأسف الناس عليه بعد أن انقطع في بيته في أواخر صفر ومرض نحوا من عشرة أيام واختلط في مدة إقامته في بيته كثيرا. وأعقب ولدا ذكرا وبنتا.
وقد رأيت بعض من ترجمه ذكر أنه في فجر يوم وفاته وعنده جماعة منهم أولاد شقيقته وبعض أقاربه من النساء الخيرات إذ دخل عليه طائر أخضر وحام حوله مرارا والحاضرون ينظرون ذلك ويعجبون ، ثم جلس على صدره هنيهة وطار.
وقد أرخ وفاة هذا الأستاذ السيد عبد الله اليوسفي الحلبي بقوله :
بشرى لطه حيث حا |
|
ز فضائلا عقلا ونقلا |
لقد ارتضاه وقد حبا |
|
ه الله مغفرة وفضلا |
لما غدا الفردوس في |
|
دار البقاء له محلا |
أرخته بعلا الجنا |
|
ن محدث الشهباء حلا |
ا ه ومن نظمه كما وجدته في ترجمته في تاريخ ابن ميرو :
قم إلى روضة الحبيب وباكر |
|
واغتنم فرصة الزمان وبادر |
إن مرعى الشباب يعثو سريعا |
|
وربيع السرور كالطيف زائر |
والثم الثغر وارتشف ريق حب |
|
إن لثم الثغور يجلو الخواطر |
في زمان الربيع والنهر جار |
|
في حياض الرياض والزهر زاهر |
باختلاف الألوان يزهو ويزكو |
|
باصفرار منه تسر النواظر |
واحمرار كحمرة من عقيق |
|
مع بياض كالدر للعقل باهر |
وطيور على الغصون تغنى |
|
كل إلف منها لإلف يناظر |
قال : وهي قصيدة طويلة. ا ه.
١١٠١ ـ عبد الكريم بن أحمد الشراباتي المتوفى سنة ١١٧٨
عبد الكريم بن أحمد بن علوان بن عبد الله المعروف بالشراباتي الشافعي الحلبي ، الشيخ