حتى طرقه من الله الحال ، فتوله وهام ، وأعرض عن الحطام ، وحضر بحضيرة العرفان في خلوة الإحسان ، وخلف أخاه الشيخ محمد المتوفى سنة ١٢٥٥ في مشيخة الزاوية.
واشتهرت كراماته في الديار الحلبية اشتهار الشمس المضية ، وكم له من خارقة ، أيدتها من مطالع القدس أشرف بارقة. ثم ذكر وفاته في التاريخ المتقدم.
أقول : حدثني غير واحد بكشف ظاهر عنه ، وكرامات كثيرة لو دونتها لجاءت في أوراق ، ولا زال يتناقلها الناس ، منها ما حدثني به الحاج أحمد المصري النجار ، وهو رجل صالح مسن درّاك من أهل محلة وراء الجامع ، وقد توفي منذ سنوات قلائل قال : ذهبت في السابع عشر أو الثامن عشر من عمري إلى المقهى التي هي شمالي المدرسة الحلوية ، وكان فيها من يلعب بخيال الظل (المسمى بالخيالاتي) ، وكانت وقتئذ غاصة بالناس ، وبينما نحن كذلك إذ بالشيخ قدور الكيال قد دخل علينا وأسند ظهره إلى جدار المقهى وشخص ببصره إلى سقفها ، بقي على ذلك نحو ربع ساعة ثم ذهب ، أما الحاضرون فارتاعوا جدا لدخول الشيخ عليهم وأخذوا في الانصراف وعجبوا من دخول الشيخ عليهم في مثل هذا الوقت ولا عادة له بذلك ، فاضطر صاحب المقهى أن يطفىء ناره ويقفل المكان ويذهب إلى بيته. قال : فو الله ما كاد يصل إلى آخر السوق حتى سمع هدة عظيمة ارتاع لها الجيران ، وإذا بالسقف قد خر ، فأتينا في اليوم الثاني وشاهدنا الأخشاب والأتربة وقد ملأت أرض المقهى ، فعلمنا حينئذ مقصد الشيخ في المجيء ونجى الله من كان هناك ببركته. وهذا كشف ظاهر لا مرية فيه. ولا ريب أن هذه العائلة لم تأخذ هذه الشهرة في هذه الديار سدى. وأمثال هذه الوقائع التي أثرت في نفوس الناس ودعتهم إلى الاعتقاد في مشايخ هذه العائلة يورثه الآباء للأبناء وخصوصا العوام والنساء إلى يومنا هذا ، غير أن هؤلاء قد بالغوا في الأمر بحيث إنهم يحلفون بهم ، وأنت تعلم أنه لا يجوز الحلف بغير الله تعالى ، إلى غير ذلك مما جاوزوا به حد الاعتدال وحادوا به عن منهج الشرع القويم ، في حين أن الحلال بيّن والحرام بيّن. ويالله من زمننا هذا الذي أصبحنا فيه بين أناس فرطوا وقوم أفرطوا ، والاعتدال والتوسط هو الحق ، وفيه الخير والسلامة والنجاة والنجاح ومن الله التوفيق.
١٢٣٣ ـ الشيخ عبد القادر سلطان المتوفى سنة ١٢٨١
الشيخ عبد القادر ابن الشيخ محمد سلطان. ذكره الشيخ صالح الترمانيني في أوراق له ومن خطه نقلت ، قال :