أقول : موقع الفندق في صحراء غربي حلب من قبليها يبعد عنها تسع ساعات بالسير المعتاد ، ويبعد عن إدلب أربع ساعات وهو في شماليها ، وعن ريحا خمس ساعات ، وعن أرمناز ست ساعات ، وهو عبارة عن موقف على قارعة الطريق للقوافل التي تغدو وتروح بين هذه البلاد ، ولا ماء هناك سوى هذا المنهل ، فهو مبني في موضع يحتاج الناس فيه إلى الماء أشد الاحتياج ، فجزاه الله خيرا.
وعمر أفندي هو أخو عبد القادر آغا والد المترجم كما هو مثبت في شجرة نسب هذه العائلة ، ولم أقف على تاريخ وفاته ، وهو أخو شوكت باشا الذي صار شيخا للحرم النبوي ، وقد خلف عدة أولاد نزحوا عن حلب إلى الآستانة وغيرها وتولوا المناصب العالية في الدولة العثمانية في عدة بلاد ، منهم ولده الحاج رشيد باشا رئيس شورى الدولة العسكرية وخطيب جامع (نور عثمانية) المشهور في الآستانة ، وهو جد الفريق علي رضا باشا والميرلوا وصفي باشا والمشير إسماعيل حقي باشا الذي كان مشير الجيش الخامس (في الشام) حوالي سنة (١٣٢٢) رومية ، وتوفي في ربيع الأول سنة ١٣٢٨ في الآستانة ، ولم أقف على شيء من تراجم هؤلاء لانقطاع أخبارهم عن أهليهم وذويهم.
١٢٤٣ ـ الحاج صالح آغا الملّاح المتوفى سنة ١٢٨٨
الحاج صالح آغا ابن السيد قاسم مرعي الشهير بالملّاح ، السريّ الوجيه ، ممن كان له من اسمه أوفى نصيب.
ولد رحمهالله سنة ١٢٢٤ ، وهو أحد أفراد عائلة الملّاح التي اكتسبت هذه الشهرة بسبب بقائها أعواما كثيرة محافظة على مملحة الجبّول ، وهي من ممتازي عشيرة أبي خميس المنسوبة إلى عشيرة الدليم الشهيرة في العراق ، وكان أحد أجداد هذه العائلة من عشيرة النعيم التي تمت بنسبها إلى سيد نازين العابدين.
كان الحاج صالح ذا ثروة طائلة ورثها من والده ووسعها بالتجارة ، عرف بالتقوى والصلاح وعمل البر والتصدق في السر والعلن ، وكانت صدقاته الخفية أكثر من صدقاته الجهرية ، فهو ممن صدق عليه حديث (نعم المال الصالح للرجل الصالح).
تولى جامع بانقوسا بأمر من الأستاذ الكبير الشيخ أحمد الترمانيني بعد وفاة متوليه ،