في الأماكن المناسبة. ولما نعهده فيك من الصداقة واللياقة ، ولأنك من خواص أحبابنا الغيورين ، فقد عهدنا إليك بالقيام بهذه الخدمة ذات الأهمية العظيمة بجهة السويدية وكسب والبسيط وحواليهما ، فحين وصول توقيعنا هذا العالي توجه بنفسك إلى هذه الأمكنة وبادر بإنشاء ما مر ذكره من القلاع والحصون في الأماكن التي تناسب على مقتضى الخرائط التي تنظم من قبل المهندس الإفرنسي فلان الذي أرسل لهذه الغاية ، فعليك بالعجلة دون إضاعة وقت ، وبتسوية المصاريف من قبلك الآن وسيجري تعويضها لك من خزينتنا الخاصة الشاهانية عند انتهاء العمل.
وعلى أثر وصول المهندس المتقدم استصحب كل ما يلزم من الآلات والمعمارين والنجارين وتوجهوا جميعا للأماكن المتقدمة وشرعوا في العمل في أماكن متعددة مرجحين الأهم على المهم. وفي هذا الأثناء مرض المهندس مرضا لم ينجع فيه دواء وتوفي على أثر ذلك ، فتعطلت الأعمال وعاد المترجم إلى حلب وعرض أعماله لدار الخلافة منتظرا صدور الإرادة السنية في المثابرة على العمل إلى أن ينتهي ، فلم يتلق جوابا ما ذلك الوقت لاشتغال السلطنة العثمانية بمسائل هامة أوجبت التقاعد عن إتمام هذه الأعمال التي لا تزال آثارها باقية إلى الآن في تلك الأماكن.
ومن آثار المترجم وقف وقفه على ذريته وأشفعه بوقف آخر عليها ، وهو حاو على أنواع من الخيرات والمبرات ، فهو واقف الوقف الثاني والثالث على ذريته.
وما زال على حرمته وحشمته إلى أن توفي في جمادى الثانية سنة ١٢٨٨ ونقش على لوح قبره ثلاثة أبيات جاء في الشطرة الأخيرة منها :
في جنة الفردوس يرقد أحمد. وهي تاريخ وفاته كما تقدم.
ورأيت في أوراق بخط الشيخ محمد المرتيني الإدلبي ما نصه : ومن التواريخ المحكمة ما رأيته منقوشا على المنهل المسمى بالفندق وكان جدده الحاج عمر أفندي باقي زاده من أعيان مدينة حلب سنة ١٢٤٠ بعد تخريبه بحادثة الزلزلة التي حصلت سنة ١٢٣٧ وهو :
قديما كان ذا الأثر |
|
فأوهى ركنه القدر |
فأحيا رسمه أرخ |
|
بباقي خيره عمر |
١١٥ ـ ٨١٥ ـ ٣١٠ ـ ا ه