والعفونة التي في هذه الخزانة ، ولا سائل عنها وإلى الله المشتكى.
وكان فيها من مؤلفات الكواكبية كما جاء في كتاب وقفها تعليقات الكواكبية على سورة طسم ، وثلاث مجاميع بخط المترجم وحاشية له ، وحاشيتان لمحمد بن الحسن الكواكبي على العصام وسعدي في التفسير ، ومجموعتان له ، وشرحا منظومتيه في الفقه والأصول اللذان وفقني المولى لطبعهما ، وذيل تراجم له وحواشيه على المواقف ، وحاشية لولده أحمد أفندي على شرح والده لمنظومته الأصولية ، ورحلة له إلى الآستانة نظما ، ومجموعة رسائل أدبية ، وفتاوي لأبي السعود أفندي وغير ذلك من آثار تلك العائلة ، والجميع قد تبعثر ، غير أن فتاوي أبي السعود آلت الآن إلى مكتبة المدرسة الخسروية التي نقلت حديثا إلى المدرسة الشرفية وراء الجامع. ويوجد عدة من هذه المؤلفات في مكتبة المدرسة الأحمدية وفي مكاتب الآستانة لأن الكثير من هذه العائلة توطن هناك.
ولما توفي المترجم في التاريخ المتقدم دفن في جامع جده أبي يحيى ، ورثاه الشاعر الأديب الشيخ عبد الله بن عطاء الله الصحاف بقصيدة طويلة أثبتها ولد المترجم في كتاب «النفائح واللوائح» قال في مطلعها :
لا زال صوب الرضا والعفو ينسكب |
|
على ثرى ماجد تزكو به الكتب |
من اجتلى بهجة الدنيا وزهرتها |
|
ونال عيشا رخيا فوق ما يجب |
قد كان في حلب الشهباء كوكبها |
|
بنوره يهتدي السارون والنجب |
فأوسع الآمل الجدوى ونائله |
|
كما استطار العدى من أفقه الشهب |
ولم يزل مع روق العيش معتنيا |
|
بالدين شهما تقيا زانه الحسب |
(ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا) |
|
لا مانعا يمنع المولى إذا يهب |
ومنها :
وأمة الفضل تحويهم منازله |
|
لم يخل عنهم ذراه الواسع الرحب |
كأنهم فيه إياه إذا حضروا |
|
ونشوة الأنس تدعوهم إذا احتجبوا |
وللقريض عكاظ في مجالسه |
|
يكسى بتاج قبول عنده الأدب |
١١٣٢ ـ مصطفى بن أبي بكر الكوراني المتوفى سنة ١١٩٨
مصطفى بن أبي بكر بن تاج الدين الكوراني الأصل الحلبي المولد والمنشأ.