المشار إليه ، فأحضره يوما وذاكره ورأى فضله فأكرمه ، ثم لما طلب الوزير المشار إليه إلى دار الخلافة سنة سبعين وماية وألف للصدارة ، توجه المترجم إليها فبلغ الوزير قدومه وذلك بعد ثلاثة أيام ، فأحضره وجعله خليفة رابعا من كتاب كتخدايه وأجزل له العطية ، وعين له من كمرك دار الخلافة وظيفة سنة ، فأثرى حاله وأقام هناك.
وله نظم حسن كثير في الألسن الثلاث موجود بأيدي الناس. وله مجموعة لطيفة أودعها غرر الفوائد من كل فن وسماها «الجواري المنشآت» ، وله شرح على الصلوات الكبرى للشيخ الأكبر قدسسره ، وله غير ذلك. ا ه.
١١١٢ ـ عبد الكافي ابن حمّودة المتوفى سنة ١١٨٦
عبد الكافي بن حسين بن عبد الكريم الشهير بابن حمّودة الحلبي الشافعي ، الشريف (١) الفاضل الورع الكامل ، إمام السادة الشافعية بأموي حلب.
ولد بها سنة ثمان ومائة وألف ، وقرأ القرآن العظيم على الشيخ أحمد الدمياطي وحفظه عليه ، وقرأ العلوم على الشيخ حسن السرميني والشيخ محمود الزمار والشيخ طه الجبريني والسيد محمد الكبيسي ، وأخذ الطريقة القادرية على الشيخ صالح المواهبي.
وارتحل إلى مصر سنة تسع وثلاثين ومائة وألف وأخذ بها عن الشهاب أحمد الملوي والسيد علي الحنفي والبدر حسن المدابغي. وحج في هذه الرحلة وعاد لبلده ، وأخذ بطرابلس عن الشمس محمد التدمري ، وفي دمشق عن العارف الشيخ عبد الغني النابلسي والشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي مفتي دمشق والعماد إسماعيل بن محمد العجلوني وغيرهم.
وكان له قدم راسخ في العبادات والمجاهدات والرياضات ، وبالجملة فهو من الأفراد. وتزوج وله ولد يدعى بمحمد أمين.
وكانت وفاته يوم السبت عند طلوع الشمس ثالث عشر شهر رمضان سنة ست وثمانين
__________________
(١) في ابن ميرو هكذا : عبد الكافي الشهير بابن قطايه ، الشريف الفاضل الورع الكامل الإمام الشافعي بأموي حلب ابن السيد حسين إلخ. وقال بعد قوله على الشيخ أحمد الدمياطي : الذي كان يؤدب الأطفال ابتداء هذا القرن بالخسروية على المذكور ، وقرأ العلوم إلخ.