ولما مات والده في المحرم سنة ثلاث وتسعين وماية وألف قام خليفة بعده ، كما خلفه ولزمه تلامذة والده وأحبابه. وأقام الأذكار والتوحيد ، واشتغل بإلقاء الدروس.
واجتمع بالسيد محمد خليل المرادي سنة خمس ومائتين وألف وأخذ كل منهما عن الآخر واستجاز كل الآخر.
وكان على طريق مستقيم ومنهج قويم ، ولم يزل على قدم التقوى والعبادة والإفادة والاستفادة وإقامة الأذكار وإرشاد الناس إلى أن اختار الآخرة ، والرحلة إلى الدار الفاخرة. بعد ألف ومائتين وخمسة. ا ه. (حلية البشر).
أقول : كانت وفاته رحمهالله سنة ألف ومائتين وخمس وأربعين ، ودفن مع آبائه وأجداده في تربة السيد علي. وقال في «حلية البشر» بعد قوله في عمود النسب العمري العقيلي : (وتقدم بقية نسبه في ترجمة أخيه عبد الرحمن أبي البركات وأبيه عثمان أبي الفضل في حرف العين). ولم أر ترجمة لأخيه في الكتاب المذكور ولا لأبيه ، على أن أباه من رجال القرن الثاني عشر ، وقد ترجمه العلامة المرادي في «سلك الدرر» ولم يذكر تتمة نسبه. وقد استخرجت ذلك من النسب المحفوظ عند العائلة المذكورة فقال : إن أحمد المتقدم هو ابن عبد الرزاق بن شهاب الدين أحمد بن يوسف ابن الشيخ صالح عقيل بن أبي بكر عبد الرحمن بن برهان الدين بن شمس الدين محمد بن شهاب الدين أحمد بن الشيخ أحمد سويدان ابن الشيخ عقيل المنبجي قدسسره ابن أحمد البطايحي بن زين الدين عمر ابن سالم بن عبد الله الزاهد ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضياللهعنه.
وأما عبد الرحمن أخو المترجم فقد كان عالما فاضلا أيضا ، وتولى إفتاء الشافعية بحلب ، وكانت وفاته سنة ألف ومائتين وخمس وأربعين ودفن في التربة المذكورة ، وخلفه على السجادة ولده الشيخ أحمد ، ولم تطل مدته سوى سنة واحدة ، فإنه في سنة ست وأربعين توجه إلى الحجاز وتوفي هناك في تلك السنة ، وخلفه ولده الشيخ عبد الرحمن وتوفي سنة ١٢٧٠ ، وخلفه الشيخ أحمد ابن الشيخ عبد الرحمن وتوفي سنة ١٣٠٦.
١٢٠١ ـ الشيخ محمد بن عبد الكريم الترمانيني المتوفى سنة ١٢٥٠
الشيخ محمد نور الدين بن عبد الكريم بن عيسى بن أحمد بن نعمة الله بن علي الحلبي