١٣٣٠ ـ الشيخ أحمد المكتبي المتوفى سنة ١٣٤٢
الشيخ أحمد ابن الحاج مصطفى ابن الشيخ عبد الوهاب ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد (١) الشهير بالمكتبي ، العالم العامل والجهبذ الكامل ، المحدث النحوي الأصولي ، فقيه الشافعية في الديار الحلبية.
ولد كما أخبرني في رجب سنة ١٢٦٣. وأول من تلقى عنهم العلم الأستاذ الكبير الشيخ أحمد الترمانيني ، قرأ عليه القطر والشذور وابن عقيل في النحو ، وقرأ على الشيخ شهيد الترمانيني والشيخ إسماعيل اللبابيدي والشيخ عبد القادر الحبّال ، قرأ عليه حاشية الخضري على ابن عقيل.
وفي أول سنة ١٢٨٠ توجه إلى مصر فدخل الأزهر وتلقى هناك عن أكابر علمائه ، منهم العلامة الشيخ محمد الأنبابي والعلامة الشيخ محمد الخضري والشيخ أحمد الرفاعي والشيخ أحمد الجيزاوي والشيخ أحمد الأجهوري والشيخ إبراهيم السقا ، أخذ عنهم النحو والصرف والمعاني والبيان وفقه الشافعية والحديث والأصول إلى غير ذلك من العلوم ، وأجازه الشيخ محمد الخضري والشيخ عبد اللطيف الخليلي وبقي إلى سنة ١٢٩٠ ، وصار يقرأ ثمة بعض الدروس في أوقات البطالة. وفي هذه السنة عاد إلى حلب ودخل المدرسة العثمانية ، فبقي أربع سنين ، ثم توجه إلى الشام فدخل المدرسة المرادية ، فبقي فيها خمس سنين حضر فيها على فضلاء الشام وقتئذ. ومن رفقائه في الحضور محدث الشام الشيخ بدر الدين الحسيني ، وانعقدت بينهما روابط المحبة والصداقة من يومئذ ، وكنت كلما توجهت إلى الشام وزرت العلامة المذكور يسألني عن شيخنا المترجم ويكلفني التسليم عليه.
وتوجه منها سنة ١٢٩٩ إلى مصر ثانية فبقي فيها سبع سنين إلى سنة ١٣٠٥ ، وكان في تلك المدة يقرأ دروسا في الأزهر ، وصحح كتبا كثيرة في المطبعة التي أسسها الشيخ أحمد البابي الحلبي واعتنى بذلك حق الاعتناء.
وفي أواخر ١٣٠٥ عاد إلى حلب فألقى عصا التسيار فيها. وكان في تلك المدة قد
__________________
(١) الشيخ محمد هذا وتقدمت ترجمته وبقية نسبه في الجزء السادس (الترجمة ذات الرقم ١٠٧٩).