بعد وفاة عمه حسين دده وبقي إلى سنة ١٢٩٥ ، ففيها خلّف لسبطه الحاج يوسف دده ابن الحاج إسماعيل بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد الجمالي (أحد رجال تاريخ المرادي وهو المترجم في أول هذا الجزء).
وكان مع تضلعه في العلوم الفلكية له وقوف على علم الحساب والهندسة والجبر والزايرجة ، إليه المنتهى في هذه العلوم في حلب. وبالجملة فقد كان حسنة من حسنات الشهباء المشهود لهم بالفضل والنبل ، ولم يخلفه في الشهباء بعده في فنونه مثله.
وكانت وفاته سنة ١٣٠٤ رحمهالله تعالى.
الكلام على تكية بابا بيرم
هذه التكية واقعة في آخر محلة آقيول من جهة الشمال عند منتهى العمران ، وهي مسماة باسم المدفون فيها وهو الشيخ بابا بيرم ، وهو على ما كتبه لي شيخ التكية الشيخ يوسف ابن الحاج إسماعيل الجمالي المتقدم الذكر بيرام خواجه أحمد اليسوي مرشد الحاج بكتاش ولي ابن الشيخ يوسف الهمداني أحد مشايخ الشيخ بهاء الدين نقشبند ، كان حضر من بلاد خراسان إلى حلب ونزل في مغارة موجودة إلى الآن داخل التكية المذكورة وصار يعبد الله هناك ، واجتمع حوله كثير من الفقراء وأخذوا عنه الطريقة البيرامية ، وظهر على يده كرامات متعددة زادت في اعتقاد الناس فيه. وبقي على ذلك إلى أن انتقل بالوفاة إلى رحمة الله تعالى سنة ٧٦٤ ودفن بجانب المغارة ، ولا زال ضريحه باقيا إلى الآن يزوره الكثير من الناس. وبنى أهل الخير على قبره قبة ، إلى أن دخلت سنة ٨٧٥ ففيها حضر لحلب ملك العراق السلطان حسن بن علي بن عثمان الطويل ، وهو ممن ذكر في تاريخ القرماني ، فمر السلطان بهذا المكان وسئل عنه فأعلم بخبره فقال : يلزم علينا أن نزور ضريحه ، فنزل وزاره وقرأ ما تيسر من القرآن وذهب إلى حال سبيله ، وبعده بني على قبره تكية اشتهرت باسم دفينها وهو الشيخ بيرام بابا ، واشترى وقتئذ من بعض الأمراء مزرعة متاخمة لقرية عندان واقعة في جبل سمعان من أعمال حلب يقال لها مزرعة إبرن (بكسر الهمزة والراء) ووقفها على التكية وسلمها لشيخها وقتئذ ، وهي باقية إلى الآن بيد مشايخ التكية ، وشرط الواقف أن تكون التولية لمن يكون شيخ التكية ، وهي مستثناة من الأعشار وسائر التكاليف الأميرية من طرف ملوك بني عثمان. وفي سنة ٨٧٧ أرسل السلطان حسن الطويل كتابا