الشيخ عبد الرزاق أبي نمير ، وكانت له جنازة حافلة رحمهالله تعالى.
١٠٨٦ ـ علي بن مصطفى الدبّاغ الميقاتي المتوفى سنة ١١٧٤
علي بن مصطفى الملقب بأبي الفتوح الدبّاغ المعروف بالميقاتي الشافعي الحلبي ، صاحب العلوم الغزيرة والتصانيف الشهيرة ، العالم الإمام المحقق المحدث الأديب الماهر النحرير الشيخ البارع المدقق القدوة.
كان أحد من أنجبتهم الشهباء في زماننا واشتهروا بالفضل والأدب ، وكان له في كل فن القدح المعلّى ، عليّ الهمة ، كاشفا في المعلومات كل مدلهمة.
ولد في سنة أربع ومائة وألف ، وقرأ القرآن ، واشتغل بطلب العلم على جماعة كالعالم الشيخ أحمد الشراباتي ، والفاضل الشيخ سليمان النحوي. وارتحل إلى دمشق وأخذ بها عن الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ محمد الغزي مفتي الشافعية والشيخ عبد الكريم الخليفتي المدني والشيخ عبد الله بن سالم البصري المكي والشيخ أبي الطاهر الكوراني المدني والشيخ محمد عقيلة المكي والشيخ أبي الحسن السندي نزيل المدينة والشيخ محمد المعروف بالمشرقي المغربي والشيخ منصور المنوفي والشيخ عبد الرؤوف البشبيشي والشيخ أبي المواهب الحنبلي الدمشقي والشيخ محمد بن علي الكاملي الدمشقي. وله مشايخ كثيرون من أهل الحرمين ومصر والقدس وغير ذلك.
وكان له المعرفة التامة بالأنساب والرجال والتاريخ. وكان موقتا بجامع بني أمية بحلب.
وله من التآليف شرح على البخاري وصل فيه إلى الغزوات ، وحاشية على شرح الدلائل للفاسي.
وكان شعره رائقا نضيرا ، وله مقاطيع وموشحات وغير ذلك ، فمما وصلني من ذلك قوله :
لطلعة وجه المصطفى النور كله |
|
على حسب استعداد رائيه نورها |
هي الشمس تعطي الشيء ظلا بمثله |
|
وإن قلت (١) الجدوى فمنا قصورها |
__________________
(١) في الأصل : دلت ، والصواب ما أثبتناه نقلا عن سلك الدرر.