أفندي ، وأما زكي أفندي فخلف معاوية أفندي ، والجميع قد أعقبوا إلا بدر الدين فإنه توفي عقيما.
١١٧٥ ـ الشيخ صالح بن سلطان المتوفى سنة ١٢٢٢
الشيخ صالح بن سلطان (بن محمد بن سلطان) (١) بن حسين الحلبي الشافعي ، العالم الفاضل البارع الكامل النحوي المتقن واللبيب المتفنن ، أحد العلماء الأجلاء وأوحد الذوات الفضلاء.
مولده بحلب سنة سبع وخمسين وماية وألف ، ونشأ في حجر جده لكثرة أسفار أبيه ، وقرأ القرآن على الشمس محمد المصري في مكتب السخانة ، وكان جده من تلامذة أبي عبد القادر محمد بن صالح المواهبي الملازمين له ، فانتفع بآدابه ووعظه ، وكان يحفظ الكثير من لفظه. ولما توفي جده المرقوم كان عمر المترجم أربع عشرة سنة ، فكانت أمه تحثه على طلب العلم وتدعو له دائما بالفتوح ، ومهما دخل عليه شيء من المال يشتري به أوراقا محزمة من فنون العلم من سوق الجمعة ويطالع بها.
وكان قد حفظ القرآن العظيم على شيخه النجم محمد الفتياني ، وأخذ بعض العلوم عن الشيخ عبد الهادي المصري والشيخ عبد القادر الديري والشيخ أبي اليمن تاج الدين محمد ابن طه العقاد وعلى الشيخ عثمان بن عبد الرحمن العقيلي وعلى أبي زكريا يحيى بن محمد المسالخي وعلى الشيخ قاسم بن علي المغربي التونسي وعلى أبي جعفر منصور بن مصطفى السرميني الحلبي وعلى أبي محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الحنبلي وعلى الشيخ عبد الكريم الشراباتي وعلى الشيخ محمد بن صالح المواهبي وعلى الشيخ خليل بن عبد القادر المدني وعلى أبي عبد الله محمد بن أحمد المكتبي وأبي عبد الله محمد بن محمد الأريحاوي وأبي محمد مصطفى بن أبي بكر الكوراني ومصطفى بن عبد القادر الملقي فاستفاد منهم وأفاد ، وقام بوظيفة العلم فوق المراد ، وقرأ على المذكورين النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والتوحيد والفقه وأصوله والحديث وأصوله والتفسير وبقية الفنون بكمال الإتقان ، وأجازوه جميعا بالإجازة العامة.
__________________
(١) ما بين قوسين إضافة من «حلية البشر» ليست في الأصل.