وبالجملة فقد كان من محاسن الشهباء ومن جملة مفاخرها ، رحمهالله تعالى.
١٣١٩ ـ الشيخ مصطفى الهلالي المتوفى سنة ١٣٣٧
الشيخ مصطفى ابن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ إبراهيم الهلالي ، الحلبي مولدا ومنشأ ، الشافعي مذهبا ، القادري الخلوتي طريقة.
ولد سنة ثمان وستين ومائتين وألف. وكان جده كثير المحبة والعناية به ، ولما بلغ عشر سنين توفي جده وأوصى به أباه. وفي تلك السنة خرج من المكتب متعلما القرآن والكتابة ، فدخل المدرسة الشعبانية وأخذ في حفظ المتون وشرع في الحضور على الشيخ محمد شهيد الترمانيني الفقيه الشافعي المشهور بالعلم والورع ، قرأ عليه كتبا كثيرة ، منها شرح ابن عقيل على الألفية ، وشرح الأشموني عليها ، والباجوري على شرح ابن قاسم ، وحاشية الشرقاوي ، والمنهج في الفقه الشافعي.
وتلقى النحو على شيخنا العلامة الفقيه الكبير الشيخ محمد الزرقا ، وقرأ عليه ثانية حاشية الخضري على شرح ابن عقيل وغير ذلك.
وقرأ الحديث على الشيخ عبد القادر الحبّال وأجازه بمروياته وأسانيده.
وقرأ الفقه الحنفي على شيخنا الشيخ محمد الجزماتي ، حضر عليه حاشية ابن عابدين على الدر المختار. وقرأ على الشيخ حسين الكردي مدرس العثمانية في الأصول والتفسير ، وآخر ما حضر عليه تفسير البيضاوي. وأخذ علم الفرائض على الشيخ عبد الرحمن عقيل المشهور في معرفة هذا العلم.
وفي ٧ رمضان من سنة ١٢٨٨ توفي والده الشيخ المرشد الشيخ إبراهيم ودفن في تربة الكليباتي خارج باب قنسرين ، فجلس موضعه على السجادة وأخذ في الإرشاد. وكان قد سلّك على والده وصار يختلي معه الخلوة الأربعينية مع مريديه ، وقبيل وفاته خلّفه وألبسه الخرقة القادرية وأذن له بإقامة الذكر. وكان مع ذلك مشتغلا بتحصيل العلم على ما ذكرنا ، وحفظ القرآن في أثناء ذلك ودلائل الخيرات عن ظهر قلب. وبعد وفاة والده كثر مريدوه وإخوانه بحيث زاد عددهم على عدد مريدي والده كثيرا ، وصار له إقبال تام وخصوصا عند أهل البر ، فقد كان لهم فيه اعتقاد عظيم وصار له فيهم خلفاء كثيرون.