في العبادة ، إلى أن وافاه اليوم المحتوم في ثامن رمضان سنة ١٢٨٢ ، ودفن بجانب قبر والده في تربة السنابلة خارج باب أنطاكية ، وكان مرضه أياما قلائل. ولما حضرته الوفاة طلب إبريقا فتوضأ ، وكان ذلك قبيل العشاء ، وأشار إلى من كان عنده بالخروج ، قال : فخرجنا وبعد ساعة رجعنا فدخلنا عليه فرأيناه قد توفي وهو ساجد ، أغدق الله عليه سحائب رحمته وصيب رضوانه.
تحقيق في نسب عائلتنا
سمعت من سيدي العم الشيخ علي أفندي غير مرة أن سيدي الجد كان يحدثهم أن نسبنا يتصل بآل البيت النبوي ، وكان لنا نسب محفوظ عند بعض أجدادنا ، وكانت دار سكناه في محلة قلعة الشريف ، فسقط في هذه الدار بيت ذهب ما كان فيه ومن الجملة النسب. وقلت في ترجمة الشيخ حسن بن علي الطباخ خطيب الخسروية المتوفى سنة ١١٤٠ إنه يغلب على ظني أن المترجم هو جدي الأعلى وإني ما زلت آخذا في البحث. وقد وجدت بعد ذلك في كتاب وقف السيد أحمد أفندي طه زاده واقف المدرسة الأحمدية المحرر سنة ١١٦٦ أن من جملة الشهود في الكتاب السيد أحمد ابن السيد حسن خطيب الخسروية ، فيغلب على ظني ظنا يكاد يكون يقينا أن السيد محمد المذكور في أول ترجمة سيدي الجد هو ابن السيد أحمد ابن الشيخ حسن ابن السيد علي ، فيكون جد والدي السيد أحمد قد تسمى باسم جده.
ورأيت نعت الشيخ حسن المذكور بالسيد في غير موضع ، منها ما رأيته في خطبة الكتاب المسمى «بالطلب الروي في شرح حزب الإمام النووي» للشيخ مصطفى الصديقي البكري ، فإنه قال في خطبة هذا الكتاب : (ورد علي الصديق الحسن السيد حسن خطيب الخسروية ذو اللسن فجرى ذكر الإمام الهمام محي الدين يحيى النووي قدس الله روحه ... إلخ). ثم ذكر في آخره أنه فرغ منه في شعبان سنة ١١٤٠ ، وتقدم أن وفاة الشيخ حسن كانت في ختام شهر ذي الحجة من هذه السنة ، فيستفاد من ذلك أنه حين توجهه للحجاز مر بالقدس فاجتمع بالشيخ مصطفى الصديقي ، ثم ذهب للحجاز وتوفي في هذه السنة.
وهذا الكتاب رأيت منه في مكاتب حلب عدة نسخ ، وعندي منه نسخة على هامشها