بعدة قصائد تقربا لقلب ولده ووصفوه بأنه ممن نال درجة القطبية والغوثية ، وحقيقة ترجمته ما قدمناه.
وزاد الشيخ أبو الهدى في الطنبور نغمة أنه طبع عدة كتب نسبها لبعض المتقدمين ولشيخه الشيخ مهدي الرواس الذي لا وجود له إلا في مخيلته ، ولذا لم ننقل عن كتبه في تاريخنا سوى ما نقلناه هنا مع التنبيه على ما فيه ، وسوى مكانين آخرين أو ثلاثة نقلنا عنه سطورا قلائل علمنا صحتها بمشافهة بعض من نثق به.
ولا ريب أن إقدامه على هذه المفتريات ووضعه لهذه الأكاذيب جرأة عظيمة ، وإنا وايم الله لنأسف على ذكائه المفرط وسعة مداركه وفضله الجم وما أوتيه من واسع الجاه ورفيع المكانة لدى السلطان عبد الحميد أن يصرف ذلك في ترويج بضاعته ونفاق سلعته بحيث قضت أحواله وأطواره أن يسيء الناس الاعتقاد بمن تقدم ويقيسوا الحاضر على الغائب ، ولو كان صرف عنايته إلى إصلاح الأمة الإسلامية ولم شعثها ، والحق يقال إنه ممن توفرت لديه الأسباب ، وتمهدت له السبل ، ومدت له السعادة يدها ، وانقادت له أزمتها ، لأتى في ذلك بالآيات البينات ، ولحمدت سيرته في دنياه ، وجوزي بالحسنى في أخراه ، وخلد له في بطون الأسفار ذكرى حسنة تتناقلها الأجيال ، ولا يمحوها مرور الأيام والليال.
١٢٤٥ ـ الشيخ محمد بهاء الدين الرفاعي المتوفى سنة ١٢٩٠
الشيخ محمد بهاء الدين ابن الشيخ محمد أبي الوفا الرفاعي الحلبي.
ولد كأسلافه بحلب ، ونشأ بها ، وتلقى العلوم الشرعية والفنون عن أبيه وعن جماعة من خواص أفاضل البلدة. وكان محبا للناس حسن الأخلاق جميل الصورة بشوشا عذب اللسان نبيها شاعرا حسن الخط مهابا في الأعين محترما.
أخذ الطريقة الرفاعية عن أبيه وسار بالناس سيرة حسنة ، فاجتمعت عليه القلوب ، ولا زال يعظم شأنه حتى صار بعد سنة السبعين مفتي البلدة ، وأقبلت عليه الدنيا وانتهت