إليه الرياسة بحلب ، ورأى من العز ورفعة القدر والحرمة وإقبال الحكام والناس عليه ما لم يره أحد.
ومن شعره :
كيف أخشى من سطوة التنكيل |
|
وإلهي على الأعادي وكيلي |
واعتصامي بحبله والتجائي |
|
لحماه من كل سوء كفيلي |
واردات الإحسان منه لنحوي |
|
قبل جاءت ولم تزل تأتي لي |
ا ه ملخصا من كتاب «تنوير الأبصار» للشيخ أبي الهدى الصيادي.
أقول : أدركت الكثير ممن عرفوا المترجم وعاشروه ، فإذا هم قد أجمعوا على أنه كان سمح اليد كثير البر مبذول الجاه لمن عرفه ومن لم يعرفه ، محسنا لمن أساء إليه ، ولا زال يصله ببره إلى أن يملك قلبه فينطلق لسانه بالثناء ، وأنه لم يكن عنده من العلم ما يؤهله للإفتاء ، لكنه رفع هذا المنصب الجليل إلى المكانة التي تستحقها بما كان عليه من وقار وحشمة وتصدر ووقوف أمام الحكام في مهام المسائل التي تتعلق بالرعية ، فلا يألو جهدا في نصرة الضعيف وإبلاغ شكواه إلى آذان أولي الأمر. وبالجملة فقد كان من دهاة الرجال. وحسنة من حسنات الشهباء.
وما زال رفيع القدر عالي المنزلة واسع الجاه إلى أن توفاه الله سنة ١٢٩٠ ، ودفن في تربة الصالحين شرقي مقام الخليل بجانب أبيه رحمهالله تعالى.
وله شعر قليل ونثر لطيف وقدود كانت تلحن وتلقى أثناء الذكر الذي كان يقيمه كل ليلة جمعة في زاويتهم الإخلاصية في محلة البياضة. فمن نظمه تخميس وجدته في مجموعة منشد حلقة ذكره الموسيقي الشهير أحمد عقيل وهو :
لله من لحظه جان بلا قود |
|
يزري الغزال بلين القد والغيد |
أفديه من رشأ بالحسن منفرد |
|
رنا إليّ فرن السهم في كبدي |
وهادمي قد جرى بالصدق يشهد لي |
||
لا تأخذوه بما ألحاظه فعلت |
|
فكم شفاعة حسن فيه قد قتلت |
يكفي جزاء له أن الدما هطلت |
|
فطار مني إليه قطرة وصلت |