ما سمعت الخاص والعام ، وظني أنه سيكون له في الرياسة الشان ، ولا بدع فقلما رأيت مثله في رؤساء هذا الزمان. ا ه.
١٢٢٧ ـ الشيخ أحمد الحجّار المتوفى سنة ١٢٧٨
العلامة الشيخ أحمد بن قاسم شنّون الشهير بالحجّار.
ترجمه ولده الشيخ عبد الرحمن بكتاب كان أرسله لبعض أصحابه فقال :
هو المرحوم العلامة أبو عبد الرحمن الشهاب أحمد بن قاسم شنّون الحجّار الحلبي. نشأ رحمهالله تعالى في حجر أبيه ، وكان أبوه من الصالحين من أهل النسب الطاهر العلوي ، يتصل نسبه بالسادة الأشراف آل الجنزير بالجيم والنون والزاي آخره راء مهملة. قرأ المترجم القرآن على الشيخ عبد الكريم الترمانيني والد شيخنا الشهاب أحمد الترمانيني ، وكان الشيخ عبد الكريم من أهل العلم والخير والصلاح مشتغلا بتعليم القرآن الكريم ، وكان أصم لا يسمع غير القرآن المجيد كما ذكره الشيخ عمر الطرابيشي في ترجمته ، وحفظ المترجم عنده القرآن المجيد بالضبط والإتقان ، وقرأ عنده مقدمات العلوم من النحو والفقه وغيرهما ، إلى أن برع وصنف وقتئذ رسالته المعروفة «بالتمرين في النحو» وهي مقدمة مباركة يستدل من الانتفاع بها على الإخلاص في تأليفها ، وأقرأها وهو في المكتب لولد شيخه شيخنا الشهاب أحمد الترمانيني ، وبهذا كان يعد في مشايخ شيخنا الترمانيني كما قاله شيخنا محمد شهيد بن عبد العزيز الترمانيني عن شيخنا الشيخ أحمد الترمانيني.
ثم تجرد المترجم للتحصيل والتبحر في العلوم ولازم الشيخ أحمد الهبراوي المتوفى سنة ١٢٢٤ وغيره من علماء ذلك العصر في حلب ، ومن أجلّهم إذ ذاك العلامة الكبير والولي الشهير الشيخ إبراهيم بن محمد الدارعزاني الهلالي ولازمه وسلك على يديه وانتفع به ، ثم أذن له في الرحلة إلى دمشق الشام ، فهاجر إليها ونزل في المدرسة البدرائية ولازم العلامة الشيخ سعيد الحلبي والمولى عبد الرحمن الكزبري وأقرانهما من فضلاء ذلك العصر (١). ولما هاجر العلامة المرشد الكامل الماجد مولانا ذو الجناحين ضياء الدين الشيخ خالد الكردي النقشبندي إلى دمشق لازمه المترجم وقرأ عليه شيئا من علم الكلام وسلك على يديه وأجازه
__________________
(١) منهم الشيخ حامد العطار الشهير والسراج الداغستاني كما رأيته بخط بعض الأفاضل.