كان رحمهالله شيخ القراء والمحدثين بحلب ، تولى بعد وفاة والده الميقات وجميع وظائف والده بالجامع الكبير الأموي. وكان حسن الصوت متفننا في علوم القراءات.
توفي في اليوم السابع عشر من شهر رجب سنة ١٢٦٢ ألف ومائتين واثنتين وستين ودفن في تربة الصالحين جانب والده رحمهالله تعالى.
١٢١٥ ـ محمد أفندي الجندي المعري المتوفى سنة ١٢٦٤
الشيخ محمد أفندي الجندي المعري مفتي المعرة. قال الشطي في «روض البشر» :
ترجمه لنا ولد حفيده صاحبنا الأديب الفاضل سليم أفندي الجندي حفظه الله فقال :
ولد بمعرة النعمان سنة ١٢١١ ، وولي الإفتاء بها مرتين وبحمص مرة ، ووجهت عليه حصة من فراشة الحرم الشريف النبوي. وكان عالما جليلا مدققا نبيلا أديبا وقورا خبيرا باللغة التركية. أخذ العلم عن أبيه وعن جماعة من أجلّهم الشيخ محمود أفندي المرعشي الحلبي والسيد محمد الكيلاني الحموي ، وأخذ عنهما الطريق الخلوتي ، وأخذ الطريقة القادرية عن السيد علي الكيلاني وأقامه خليفة وألبسه الخرقة. وكان معظم تحصيله وقراءته على سيدنا الشيخ أعرابي الحموي الأزهري الشهير بابن السايح وعلى الشيخ محمد أفندي الأزهري الشهير بابن المفتي. وما منهم إلا من مدحه وبشر به.
وله مؤلفات تعلن بفضله ، فمن المنثور المولد الشريف النبوي ، والموعظة الحسنة ، وشرح (قينا قينا) لعبة للأولاد ، وشرح (يا اشميسة اطلعي لي) أنشودة لهم على طريق السادة الصوفية أتى فيهما بما يدهش الحجى ويذهل الأبصار. ومن المنظوم البديعية ، والتخاميس الباهرة ، والتشاطير البديعة ، وأسئلة وأجوبة. وله غير ذلك تعاليق عديدة في الفقه والعلوم العربية.
ولم يزل قائما بخدمة الإفتاء والتدريس العام والخاص وبث العلوم للطالبين إلى أن لحق بربه وفاز بحظوة قربه ، وذلك في سابع شوال سنة أربع وستين ومايتين وألف ودفن في تربتنا المعروفة في المعرة بالجهة الغربية حذاء قبر أبيه ، صب الله عليه سجال رحمته وأنزله خير منزل.