١١٩٢ ـ الشيخ إبراهيم الهلالي الملقب بالشيخ الكبير المتوفى سنة ١٢٣٨
الشيخ إبراهيم بن محمد بن دهمان ، الحلبي الشافعي القادري ، برهان الدين ، الفاضل الذي طوى على الفضل أديمه ، والعالم الذي انتشر به الكمال حديثه وقديمه ، من أشرق في أوج الكمال طالع سعده ، وارتقى على كاهل الكمال بنيان مجده ، واسطة عقد الأفاضل ، وكعبة طواف ذوي الفضائل والفواضل ، الفقيه الورع الزاهد ، والمحدث الصوفي العابد.
ولد بدارة عزة : قرية من أعمال حلب سنة خمس وخمسين وماية وألف ، ودخل أيام شبابه حلب واجتمع بخاله الشيخ العارف أبي بكر بن أحمد الهلالي القادري وأخذ عنه الطريقة واعتنى بشأنه.
ثم ارتحل إلى مصر سنة ثمان وسبعين ولازم الشيوخ في الأزهر وقرأ عليهم وحضر دروسهم ، وأكثر من الأخذ والاستفادة والسماع ، فقرأ على أبي داود سليمان بن الجمل وهو أجل من انتفع به ، والشيخ أحمد الفالوجي ، وسيدي محمد بن علي الصباغ ، وسيدي أبي عبد الله محمد الأمير ، والشهاب أحمد بن محمد الدردير ، وأبي الصلاح أحمد بن موسى العمروسي (١) ، وأبي الحسن علي بن أحمد الصعيدي المالكي ، وحسن غالي الجداوي ، ومحمد ابن حسن السمنبودي المنير ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن الجوهري ، وصفي الدين محمد بن أحمد البخاري وغيرهم ، فأخذ عنهم ولازمهم وانتفع بهم.
وأخذ الطريقة الخلوتية عن سيدي الشيخ محمود بن يزيد الكوراني الكردي الشافعي خليفة الأستاذ الحفناوي.
وسمع على الكثير وانتفع ، واشتغل بالعلم والطريقة ، وتفوق ورأس على أقرانه وتقدم عليهم بوافر فضله وحسن بيانه.
ثم قدم إلى حلب سنة ثمان وتسعين وماية وألف ، فدرس بها ولزمه الناس. وبعد مجيئه مات ابن خاله الشيخ أبو الضياء هلال بن أبي بكر الحلبي القادري في أواخر سنة ثلاث ومائتين وألف ، فاستقر مكانه شيخا في زاويتهم الكائنة في محلة الجلّوم ، وأقام مجلس التوحيد
__________________
(١) في الأصل : العروسي.