الدولة) وذلك سنة ١٢٨٥ ، وصادف بعد وصوله إليها أنه خرج مع بعض رجال الدولة إلى منتزه على ساحل البحر ، فقال له ذلك الرجل : (أي علي أفندي نصل بوغازي بكند كزمي) أي : هل استحسنتم هذا الخليج؟ فقال له : (أفندم بوغاز عالمك معده سني أكشتمس) أي إن هذا الخليج أفسد معدة العالم ، فأخفاها له ذلك الرجل الحسود ، وحكاها للصدر الأعظم وقتئذ أمين عالي باشا ، فتأثر من ذلك وبلغ المترجم تأثر الصدر منه. ولما تمم الصدر بناء قصره في محلة (مرجان يوقوشي) عمل وليمة حافلة دعا إليها معظم رجال الدولة ، وكان المترجم في جملتهم ، فقبل تناول العشاء خطر له بيت فسطره في ورقة وقدمه للصدر وهو : (بثبني صدر جهاني أيده الله معمور) فسر الصدر به لما فيه من حسن التورية ، وقبل الورقة ووضعها بين عينيه ، وكان ذلك سببا لزوال ما كان بقلبه عليه ، ولم يزل مقربا منه رفيع المنزلة عنده ، إلى أن توفي الصدر ونال وقتئذ من الرتب الرتبة الأولى من الصنف الثاني ، وكانت تلك الرتبة قل من ينالها ممن كان خارج مركز السلطنة ، وقد كان نال قبل ذلك الرتبة الثانية وذلك سنة ١٢٧٥.
وله جدول سماه [سلسلة الكحائل] في الخيل قدمه للسلطان عبد العزيز فوقع لديه موقع الاستحسان وكوفىء على ذلك برتبة نيشان المجيدي الثالث.
وبعد أن بقي في الآستانة مدة معينا في مجلس (شورى الدولة) عاد إلى حلب لمرض ألم به فألزمه الفراش سنة وستة أشهر ، وكانت وفاته في شهر صفر سنة ألف ومايتين وأربع وتسعين ، ودفن في تربة الجبيلة قرب قبر جده لأمه الشيخ حسن أفندي المدرس رحمهالله.
١٢٥٥ ـ الشيخ علي القلعجي المتوفى سنة ١٢٩٥
الشيخ علي القلعجي ، الفقيه الحنفي.
تلقى العلم على الشيخ مصطفى الريحاوي وغيره من فضلاء عصره ، وكان ممن يشار إليه في الفقه الحنفي ، وكان يتعاطى البيع والشراء في دكان له في سوق الصابون ، ولم يمنعه ذلك من الاستفادة والإفادة وكان على جانب عظيم من التقوى والصلاح ولين الجانب وحسن الأخلاق. وفي أواخر عمره ترك البيع والشراء وعين مدرسا في المدرسة القرناصية بعد وفاة شيخه الشيخ مصطفى.