أعيان القرن الثالث عشر
١١٣٨ ـ الشيخ محمد بن عبد الله الميقاتي المتوفى سنة ١٢٠١
ترجمه السيد حسن الكواكبي في «النفائح واللوائح» فقال :
هو الورع الصالح والزناد القادح ، محمد الميقاتي بن عبد الله الخاشع المنيب الأوّاه ، شيخ الوقت وعالمه ، ومن شيدت بتحقيقاته معالمه ، المالك من محاسن الأخلاق زاكيها ، والصاعد من مراتب السعادة عاليها ، والمهتم بأمر الآخرة الآجلة ، والراغب عن الدنية العاجلة.
ولد بحلب الشهباء سنة ١١٣٦ ، ونشأ بها ، ودأب على التحصيل ، واشتغل بكل فن جليل ، واستفاد وأفاد ، وبرع بالعلم المستجاد. وكان رحمهالله تعالى نير القلب والعزم ، حسن السمت والفهم ، جيد المذاكرة ، لطيف المعاشرة ، انتهت إليه العلوم الفلكية ، والقواعد الحسابية ، ولم يزل في جد واشتغال ، وإصلاح علم وحال ، حتى دعاه الداعي فلباه ، ونقله إلى دار كرامته مولاه ، شهيدا بالطاعون سنة ١٢٠١.
وأورد له السيد الكواكبي عدة قصائد في مدح والده أحمد أفندي ، وشعره وسط ، ومن محاسن قوله فيه :
كريم الخيم من ساد المعالي |
|
فأضحى دونه أوج الكمال |
غدا في غرة الأيام صبحا |
|
فلا عجب إذا زهت الليالي |
إذا ما كوكب زهر الدياجي |
|
فهذا زاهر في كل حال |
ومهما زهرة الصبحين ضاءت |
|
فيسموها بنور كالهلال |
أليس له إلى الزهر انتساب |
|
به تفنى الأكابر والأعالي |
قال : وله مادحا ومؤرخا بناء المدرسة التي أنشأها الوالد (المتقدم قريبا) في محلة الجلّوم :