والسيد محمد صادق بن صالح البانقوسي وبيض له حاشية عمدة الحكام وامتدحه في أخرة بأبيات (ساقها المرادي).
وكان صاحب الترجمة يتولى في ابتداء أمره النيابات في محاكم حلب ، وكان ينتمي إلى نقيب حلب محمد أفندي طه زاده. وأفرده بالترجمة تلميذه الشيخ محمد الموقت.
وكانت وفاته في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وألف. ا ه.
قال الطرابلسي في مجموعته : كانت وفاته في اليوم الثاني من شوال ودفن في تربة الجبيل.
١١٢٩ ـ عبد الله اليوسفي الشاعر المتوفى سنة ١١٩٤
عبد الله بن يوسف بن عبد الله المعروف باليوسفي الحلبي ، الأديب الشاعر البارع الماهر الناظم الناثر المكثار.
كان أوحد الشهباء في النظم والتاريخ والاختراعات العجيبة والأشعار الغريبة ولزوم ما لا يلزم والابتكارات في فنون الأدب من تواريخ وقصائد وغيرها ، وله بديعية التزم فيها تسمية الأنواع ، واخترع أربعة أنواع غريبة نظمها فيها وشرحها شرحا جيدا.
ولد بحلب ، وقرأ على والده مدة حياته ، ثم على الشيخ حسن السرميني ، وبعده على المحدث الشيخ طه الجبريني ، ثم على الفقيه محمود البادستاني والشيخ محمد المصري وعليه قرأ الأندلسية في علم العروض ، وقرأه مع علم القافية على الشيخ علي الميقاتي وعلى الشيخ قاسم البكرجي والشيخ محمد الحصري. واشتغل بالأدب وقريض الشعر مدة على هؤلاء الفضلاء ، وافترع (افتض) أبكار الأفكار وصاغ قلائد المعاني نظيمة الأسلاك. وله أشعار ومدائح وتواريخ وأحاج ومعميات وغيرها شيء كثير ، وامتدح الأعيان والعلماء وغيرهم ، ووقعت له بين أبناء عصره المطارحات والمساجلات.
وكان بحلب يتعانى بيع البن في حانوته الواقع بالقرب من جامعها الأموي ، فلذا اشتهر بالبني ، وكان في غاية من الفقر وضنك العيش ، وقد عرض له قبل وفاته بثلاث سنوات صمم عظيم ، وكان أولا عارضا له فزاد حتى منعه من السماع بالكلية بحيث صار الناس يخاطبونه بالإشارة ، فحصل له من ذلك كدر عظيم ، فبادر للاستغاثة بالجناب الرفيع النبوي