وقد ذكره السيد الدحلاني في تاريخه «إعلام الأعلام بأمراء البلد الحرام» فقال في حوادث هذه السنة : وتولى بعده (بعد محمد رشدي باشا الشرواني) تقي الدين باشا الحلبي ، وكان مفتيا في حلب كأبيه من قبله ، ثم وقعت فتنة في حلب اتهم بالتسبب لها ، فوقع بينه وبين أهل حلب تنافر ، فعزل من الفتوى وتوجه إلى دار السلطنة ودخل في سلك الملكية وأعطي رتبة الوزارة ، وترقى وولي ولايات ، منها بغداد وليها سنة واحدة بعد نامق باشا ، ثم عزل من بغداد وجاء إلى دار السلطنة ، ثم أعطي ولاية الحجاز سنة إحدى وتسعين بعد وفاة الشرواني ، فقدم في ذي القعدة من السنة المذكورة ، وفي شهر ذي القعدة من سنة أربع وتسعين عزل عنها منها. ا ه.
أقول : ثم عين لبغداد للمرة الثانية ، وفي سنة ١٣٠٤ استعفى وعاد إلى حلب فوصلها في ٢٣ رجب كما ذكرته جريدة الفرات الرسمية ، فبقي مقدار شهرين ، ثم توجه إلى الآستانة ، وله فيها منزل فأقام فيه إلى أن توفي في رمضان سنة ١٣١٠.
ووقف كتبا كثيرا فيها المخطوط والمطبوع على المدرسة العثمانية بحلب وضعت مع الموقوفة من زمن الواقف ، وأرسل هذه الكتب من بغداد ، ووقف جميع أملاكه على المدرسة المذكورة. وشرط في كتاب وقفه أن يقرأ في كل يوم بعد صلاة الصبح ثلاثون جزءا من القرآن يقرؤها ثلاثون طالبا ، وشرط لكل قارىء ثلاثين قرشا في الشهر ، والعمل جار على ذلك إلى يومنا هذا ، رحمهالله تعالى وأجزل ثوابه.
١٢٨١ ـ جبرائيل بن عبد الله الدلّال المتوفى سنة ١٣١٠ ه و ١٨٩٢ م
ترجمه صاحب كتاب «الصحافة العربية» فقال : نشر قسطاكي بك الحمصي سنة ١٩٠٣ في كتيّب عنوانه «السحر الحلال في شعر الدلّال» ترجمته فاقتطفنا منها ما يأتي وأضفنا بعض زيادات تناسب المقام :
ولد في ٢ نيسان سنة ١٨٣٦ ، وهو سليل بيت كريم من أعرق بيوتات حلب في العز والجاه ، فنشأ في بيت أبيه عبد الله الدلال ومجلسه إذ ذاك منتدى الفضلاء ومثابة النبلاء ، يقصده أدباء الوقت وشعراؤه كفتح الله مرّاش ونصر الله الطرابلسي وسواهما. وفقد صاحب الترجمة أباه صغيرا فاعتنت شقيقته مادلينا بتربيته وهي من فاضلات النساء.