وقرأ العربية على غرس الدين خليل الفتال. وقرأ على غيره بعض الفنون كأبي الحسن علي بن إبراهيم العطار وأبي محمد عبد الوهاب بن أحمد المصري الأزهري ونور الدين علي ابن يحيى الألتونجي والشهاب أحمد بن أحمد المصري نزيل حلب.
وتفقه بأبي محمد عبد القادر بن عبد الكريم الديري الشافعي ولازمه مدة خمس وعشرين سنة.
وقرأ وبرع وفاق وانتفع به الكثير (وثقل سمعه في حدود التسعين ومائة وألف بحيث لا يسمع إلا بمشقة عظيمة) (١). وكان كثير التلاوة ، دائبا على التقوى والعبادة آناء الليل وأطراف النهار. وشهد بفضله خليل أفندي المرادي حين اجتماعه به سنة خمس بعد المائتين والألف وكل قد أخذ عن الآخر.
وتوفي المترجم عام ألف ومائتين واثني عشر رحمهالله تعالى. ا ه. (حلية البشر).
١١٦٤ ـ الشيخ مصطفى بن حسين الوفائي المتوفى سنة ١٢١٣
الشيخ مصطفى بن حسين بن علي بن محمد بن حسين بن محمد بن عثمان ، الحلبي الحنفي الوفائي ، أبو الصفا صفي الدين ، العالم العارف الصوفي الفاضل الديّن الزاهد العابد التقي البركة المسند الأديب جمال المشايخ زينة المرشدين.
مولده في حلب سنة أربعين وماية وألف في سادس محرم. وقرأ على والده شيخ تكية الشيخ أبي بكر خارج حلب ، وعلى الشيخ أبي التوفيق حسين شرف الدين وانتفع به وتأدب بآدابه وأخذ عنه وسمع شعره وديوانه الذي جمعه من لفظه ، وأخذ عنه آداب الطريق وسمع عنه الكثير من الفرائد والفنون ، وأجازه وخلفه مكانه.
وكان من المشايخ الأجلاء والعلماء المشهورين الفضلاء. وقرأ على غير والده ، وأخذ على جماعة منهم أبو المحاسن يوسف بن الحسين بن يوسف الدمشقي الحسيني النقيب والمفتي بحلب وأسمعه المسلسل بالأولية حديث الرحمة في التكية المذكورة في تربة الأستاذ الشيخ أبي بكر رضي الله تعالى عنه ، وهو أول حديث سمعه منه بشرطه ، وقرأ عليه أوائل ثبته
__________________
(١) ما بين قوسين ساقط في الأصل.