وأجاز له بالإجازة العامة وكتب له بخطه ، وسمع عليه كتابه الذي ألفه بمناقب الشيخ وترجمته المسمى «مورد أهل الصفا في ترجمة الشيخ أبي بكر بن أبي الوفا».
وسمع الأولية من أبي محمد عبد الكريم بن أحمد الشراباتي وأبي محمد عبد الوهاب بن أحمد المصري الأزهري البشاري نزيل حلب ، وأبي عبد الله علاء الدين محمد بن محمد الطيب المغربي الفاسي المالكي لما قدم حلب ، وأبي الفتوح نور الدين علي بن مصطفى بن علي الدباغ الميقاتي الحلبي ، وهو أول حديث سمعه منهم وأجازوه به وبجميع ما تجوز لهم روايته غير مرة.
وأخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ عبد الوهاب ، والطريقة الوفائية عن والده ، وبقية الطرائق عن شيوخه بأسانيده ، وجل انتفاعه على والده وبه تخرج.
ولما مات والده سنة ست وخمسين وماية وألف جلس مكانه في التكية شيخا وقام مقامه ولازمه المريدون وأبناء الطريق وأقبل عليه الناس ، واستقام في التكية المذكورة شيخا مبجلا محترما.
وكان كثير الديانة وافر الحرمة يلازم قراءة الأوراد السحرية والعشائية وينفق ما يدخل عليه ، وكان يميل في ملبسه ومأكله إلى الترفه. وحج ودخل دمشق.
ولما دخل خليل أفندي المرادي إلى حلب سنة خمس ومائتين وألف اجتمع به وأخذ عنه واستجازه وسمع من لفظه حديث الرحمة والمسلسل بالأولية ، وهو أول حديث سمعه منه في المجلس الذي اجتمع به كما رأيت ذلك بخطه. وتوفي رحمهالله بعد ذلك بمدة قليلة. ا ه. (حلية البشر).
أقول : كانت وفاته سنة ألف ومائتين وثلاث عشرة كما رأيته مثبتا في طرف كتاب مورد أهل الصفا ، ودفن في التكية المذكورة ولم يعقب ذكورا بل إناثا ، حتى إنه اشتهر بالشيخ مصطفى أبي البنات. وبقيت السجادة بعد وفاته شاغرة عشر سنين إلى أن تولاها الشيخ مصطفى دده أخو الشيخ عبد الغني دده من مشايخ التكية المولوية وذلك سنة ١٢٢٣ ، وبقي على السجادة إلى أن توفي سنة ١٢٨٤ فخلفه على السجادة الشيخ مصطفى دده وبقي إلى سنة ١٣١٠ ، وبوفاته تولى السجادة أخوه من أبيه الشيخ مصطفى مظفر دده وبقي إلى سنة ١٣٢٢.