وكان مربوع القامة إلى الطول أقرب ، بدينا ، وقورا ، ساكنا ، حسن الشيبة ، خشن الثياب ، يقتصر أيام الصيف على ثوب أبيض مفتوح الجيب إلى أنصاف ساقيه على مقتضى السنة. وبالجملة فإن سيما العلماء العاملين كانت بادية عليه يتراءى ذلك لرائيه لأول نظرة.
وكانت وفاته سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وثلاثين ، ودفن في تربة الجبيلة ، رحمهالله تعالى.
١٣١٤ ـ الشيخ محمد الكلّاوي المتوفى سنة ١٣٣٤
الشيخ محمد بن طالب بن سعيد بن أمين بن محمد الكلّاوي (بكسر الكاف وتشديد اللام) نسبة إلى كلّة : قرية من أعمال حلب تابعة لقضاء إدلب.
ولد في قرية كلّة وبها نشأ ، ثم لما ناهز الاحتلام أتى به والده إلى حلب وأدخله المدرسة الشعبانية ، وأخذ في تحصيل العلم فقرأ على الشيخ شهيد الترمانيني ، والشيخ الزاهد الشيخ إسماعيل اللبابيدي ، والشيخ أحمد الترمانيني ، والشيخ علي القلعجي ، والشيخ حسين ناجي الكردي مدرس الأحمدية ، والشيخ عبد السلام الترمانيني ، وشيخنا الفقيه الشيخ محمد الزرقا. ولما فضل وتنبّل أخذ في التدريس في المدرسة الشعبانية ، ودرس في المدرسة الهاشمية كما سيأتي في ترجمة الشيخ محمد رضا الزعيم.
وكان شافعي المذهب بارعا فيه ، قرأ فيه عدة كتب ، وله معرفة تامة في الفقه الحنفي أيضا. ويتعاطى كتابة الصكوك واللوائح ويرتزق من ذلك. وعيّن مرتين أو ثلاثا في رئاسة كتّاب المحكمة الشرعية ، إلا أنه كان ينازع في ذلك ولا يهنأ في البقاء فيها مدة طويلة.
وله عدة تعاليق على عدة كتب ، منها تعليقات على حاشية البناني على جمع الجوامع في أصول الفقه الشافعي ، ومنها تقريرات على حاشية الشيخ سليمان الجمل على شرح المنهج لشيخ الإسلام القاضي زكريا في الفقه الشافعي ، وتقريرات على حاشية الدر لابن عابدين في الفقه الحنفي ، وتقريرات على حاشية بافضل في الفقه الشافعي ، وتقريرات على «مجلة الأحكام العدلية» ، وتقريرات على حاشية الدسوقي على المختصر للسعد التفتازاني ، وحواش لطيفة على حاشيتي القونوي والشهاب الخفاجي على تفسير القاضي البيضاوي. وبالجملة فإن تعاليقه كانت كثيرة يفعل ذلك في كل كتاب يقرؤه.