الباب قوله تعالى (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً)(١) وحديث (يد الله مع الجماعة).
ولعل غليان دم الشباب في فؤاده وقتئذ وتلك النفس المفطورة على الإباء المتعشقة من الطفولية لمحاسن الإصلاح المتطلعة إليه تطلع الأسد إلى فريسته هي التي أهابت به أن يطلق لجواد قلمه العنان في هذا الميدان ، وحال حبه الشديد لأوطانه وشغفه العظيم بانتظام أحوال بلاده بينه وبين التطلع إلى أمامه والالتفات إلى ما كان يومئذ حوله ، فكبابه يراعه [ولكل جواد كبوة] وكان ما كان ، والأمور مرهونة بأوقاتها.
١٢٩٩ ـ الشاعر الأديب الشيخ محمد حميدة المتوفى سنة ١٣٢١
الشيخ المشهور بالشيخ حمدو حميدة بن عبد المجيد النيربي المعروف بالناصر ، الشاعر الأديب الأصم.
ولد سنة ١٢٥٢ ، وتلقى العلوم العربية وغيرها على الشيخ أحمد الحجّار في مدرسة القرناصية ، وعلى الشيخ شهيد الترمانيني ، وعلى الشيخ هاشم عيسى ، وعلى الشيخ أحمد الترمانيني. وجاور في المدرسة القرناصية والمدرسة العثمانية.
ثم غلب عليه الشعر والأدب. وكان يتردد إلى إدلب وكفر تخاريم وحارم ودير كوش ويمدح أغوات هذه البلاد ، وكانوا لا يقصرون في بره وصلته ، مع عزة نفس وكرم طبع.
وله ديوان شعر وشعره جيد. وكانت له اليد الطولى في التشطير والتخميس ، ومن تخاميسه الفائقة التي يتغنى بها قوله :
شهيّ اللمى تحكي الأزاهر ثغره |
|
وهيهات طيب المسك يعدل نشره |
فإن زارني بدري وأظهر بشره |
|
أقول له والليل قد مد ستره |
علينا وقد نامت عيون الحواسد |
||
فها أنا قد أنفقت فيك وسائلي |
|
ولم تك يوما عن ودادي بسائلي |
__________________
(١) القصص : ٣٥.