الأذكار وعقود الأنكحة والولائم التي تصنع عند الولادة المسماة بالعقيقة وعند الختان ، وكانت تقام له في ذلك الوقت بكثرة ، وفي المجتمعات التي تقام لسفر الحجاج والغزاة وقدومهم وغير ذلك.
وهذا لعمري مقدرة ما بعدها مقدرة ، ومهارة ما وراءها مهارة ، وهذه أعطية من الله تعالى ، والله يخص من شاء من عباده بما شاء.
وبعد وفاة الورّاق ووفاة أستاذه البشنك تفرد في صناعة هذا الفن في حلب المنشد الشهير أحمد عقيل ، وهو ممن أدركناه وسمعناه ، وكنا نتخيل به على مقتضى ما حدثنا عن طريقة البشنك والوراق ما كان عليه هذان من المهارة والحذاقة ونعجب من كثرة محفوظاته ولطيف استحضاراته ، ومع هذا فكان يذكر لنا أنه لم يدرك شأو أولئك وأنه حسنة من حسناتهم ، وبعد وفاته ، وليس العهد بها ببعيد ، انحط شأن هذا الفن في الشهباء من ذروة عليائه وتضاءلت أنوار ضيائه ، ولله في خلقه شؤون.
١٢٩٤ ـ الطبيب الشيخ أحمد الحكيم الإدلبي المتوفى سنة ١٣١٨
الشيخ أحمد ابن الشيخ طه بن محمد المشهور بالحكيم الإدلبي.
ولد في إدلب سنة ١٢٥٥ ، ونشأ في حجر أبيه الرجل الصالح فرباه تربية صالحة. ولما ترعرع لازم الشيخ عبد القادر أبا النور الكيالي في زاويته مدة فحصّل فيها قسما وافرا من العلوم العربية والدينية ، ثم لازم أخاه الشيخ عارف الكيالي في جامع الشيخ خليل فأخذ عنه من علوم القوم الأخلاقية ما فيه الكفاية ، وأخذ عنه الطريقة الرفاعية. وأخذ عن الشيخ المغربي المقيم في إدلب المشهور بالعلم والصلاح وانتفع به كثيرا. ثم انقطع إلى الشيخ حسين الكحيل فانتفع بعلمه وأجازه بالطريقة الشاذلية الزروقية. وما زال يتردد إلى أشياخه إلى أن انتقلوا إلى رحمة الله تعالى.
وكان والده يتعاطى الطبابة هناك ، فتلقاها عنه كما تلقاها والده عن جده. وكان يطبب كأبيه وجده على مقتضى الطب القديم لأن الطب الحديث لم يكن منتشرا ، ثم أخذ من الطب الحديث بقسم وافر بمطالعة كتبه ومجلاته واجتماعه بحذّاق الأطباء ومذاكرته لهم في بيروت وحلب.