وكان بيننا وبينه قرابة من جهة الإناث ، وكان كثير الصمت إلا من الضحك ، لا يذكر أحدا بسوء ، حسن الأخلاق لين العريكة. ا ه. (من مجموعة أبي الوفا).
وعثرت على أوراق بخطه مقتطعة من مجموع فيها شيء من شعره ، من ذلك ما كتبه نظما إلى محمد أفندي اللبق مجاوبا له عن قصيدة وردت منه يعاتبه فيها على بعض الأمور ، قال :
لافض فوك لقد أبدعت في الكلم |
|
يا سيدا فاضلا يا عالي الهمم |
يا من غدا بين أهل الفضل جوهرة |
|
وفضله وذكاه شاع في الأمم |
أنت الذي فقت حسان الذي شملت |
|
أشعاره غررا في سالف القدم |
أنت الذي فقت أسلافا فما أحد |
|
من مشبه لهم في العرب والعجم |
أنت الذي حزت في الشهباء منزلة |
|
في الشعر قلّ وفي نثر وفي كرم |
قد نلت ما رمت من رب العباد وقد |
|
حباك ربك بالأفضال والنعم |
لا تعتبن فمثلي لا اقتدار له |
|
على امتداح صديق خص بالحكم |
فاقبل بحقك عذرا لست موضحه |
|
يا حبذا مدحه بدئي ومختتمي |
١١٩٦ ـ الشيخ علي بن جانم الإدلبي المتوفى سنة ١٢٤٢
الشيخ علي بن جانم الإدلبي. كان من الشعراء المجيدين ، موصوف بسرعة الجواب والاستحضار.
وله شعر رائق وبداهة قوية ونكات شهية ، منها أنه سافر مرة إلى بلدة يافا ولم يكن يعرف بها أحدا ، فنزل في مسجدها الجامع في حجرة الخطيب ، إذ كان الغالب إذ ذاك أن الجامع مأوى الغريب ، ثم توجه يطوف في أنحاء البلدة لقضاء حاجياته ، وعند المساء عاد للبيت فوجد الخطيب قد دفع متاعه لرجل خارج الجامع من أصحاب الحوانيت وأوصاه يدفعه إلى الشيخ الإدلبي متى حضر ، فلما أعلمه الرجل بما فعل الخطيب كتب على باب حجرة الخطيب :
خطرت ليافا أبتغي الجود والندى |
|
وأصبحت في ثوب العفافة أرفل |
فقفّل أبواب الرجا دون مطمعي |
|
خطيب بيافا تبّ ذاك المقفّل |