ووضعت الشعرة النبوية في خزانة نجرت تنجيرا حسنا في قبلية الجامع عن يمين المنبر قبل حضورها داخل صندوق من الحديد ، وهي الآن فيه تخرج للتقبيل أيام المواسم ، وأخذ رسم هذه الخزانة بالمصور الشمسي. وحين عودة بها بك إلى الآستانة زار حضرة السلطان وقدم له الرسم فأظهر له ارتياحه وامتنانه ، وحين عودته أرسل معه السلطان هدية ثمينة وهي قطعة من الشال الهندي البديع لتوضع على ضريح سيدنا يحيى في الجامع الأعظم مع ستائر من الديباج مؤلفة من ثلاث قطع مطرزة تطريزا بديعا ، وقد كتبت عليها الآيات القرآنية لتوضع على الخزانة أيضا ، وكان لوضع هذه الهدية أيضا يوم مشهود وذلك في سنة ١٣٢٩.
١٠٩٨ ـ أبو بكر بن منصور المعروف بابن فنصة المتوفى سنة ١١٧٧
أبو بكر بن منصور المعروف بابن فنصه ، الشريف لأمه ، الحنفي الحلبي الفاضل الكامل ، من المنوه بهم في حلب بين رؤسائهم.
ولد بها في سنة أربع وثمانين وألف ، وقرأ على الفضلاء بها وبرع ، وصار مدرسا صاحب رتبة. وكان له لدى الحكام في أموره إقدام ، نفي وأجلي بسببه مرارا ، منها في سنة أربع وستين ومائة وألف ، أجلاه الوزير السيد أحمد باشا مع من ساق من أعيان حلب ، فاستقام في بلدة بيلان ، إلى أن عزل الوزير المذكور من حلب ووليها صاري عبد الرحمن باشا ، فعاد إليها واستمر الحال إلى أن مات.
وكانت وفاته في يوم السبت خامس جمادى الثانية سنة سبع وسبعين ومائة وألف عن ثلاث وتسعين سنة ، وأعقب ، ودفن في التربة الأمينية خارج باب قنسرين. وفنصة اسم جدته أم والده كانت من قرية من قرى حلب ، رحمهمالله. ا ه.
١٠٩٩ ـ حسين الدركزنلي المتوفى سنة ١١٧٧
حسين الدركزنلي الشافعي ، الصالح المبارك الواعظ الحسن الخلق والخلق.
قدم حلب بعياله ونزل بالمدرسة الجعفرية بمحلة سويقة حاتم. كان يعظ الناس بالجامع الأموي في الجانب الغربي ويتكلم باللغة التركية ، وإذا قرر كأنه منذر جيش حرصا على