من حفظة القرآن ليقرؤوا في كل يوم بعد صلاة العصر خمسة عشر جزءا ، ويدفع في كل يوم ٤ عثمانيات لرجل حافظ يقرأ سورة الكهف في كل يوم جمعة ، ويدفع كل يوم أربع عثمانيات لرجل يقرأ كل يوم سورة يسن ، ويدفع كل يوم أربعة وعشرين عثمانيا لرجل من العلماء الكرام يقرأ كل يوم الفقه الشريف والنحو للطالبين ، ويوم الاثنين والخميس يقرأ الحديث ، وفي الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان يلازم كل يوم بعد الظهر قراءة الحديث الشريف ، ويدفع أربع عثمانيات لمعيد الدرس العام بين يدي المدرس.
والمدرس فيه في عصرنا هذا العالم الفاضل الشيخ أحمد الزرقا ، وقد كان قبله والده الفقيه الكبير شيخنا الشيخ محمد الزرقا رحمهالله تعالى.
الكلام على الأثر النبوي الذي في هذا الجامع :
في سنة ١٣٢٨ كان الناظر على هذا الوقف بها بك الأميري في دار السلطنة العثمانية إستانبول بمناسبة انتخابه عضوا في مجلس المبعوثين ، ولما انتهت مدة المجلس وعزم بها بك على العود إلى وطنه صدرت الإرادة السنية أن يعين له وقت للمثول بين يدي حضرة السلطان محمد رشاد ، ففي الوقت المعين توجه إلى سراي بشكيك طاش وهناك استقبل من قبل رجال البلاط الملوكي استقبالا حسنا ، ثم أدخل على حضرة السلطان فلقي منه كمال الحفاوة وأحسن الاستقبال ، وبعد أن أعرب عن حبه الجم للأمة العربية والبلاد العربية دار بينهما بعض الشؤون المتعلقة بعمران حلب ومن جملتها سكة حديد بغداد ومرورها بجانب حلب ، ثم قال له : عندي من الآثار النبوية شعرتان من شعر النبي صلىاللهعليهوسلم موضوعتان في حقين من ذهب ، واحدة استبقيتها لنفسي والأخرى أهديتها لك ، فشكره على إنعامه الجزيل ، فأمر له بها في الحال. ثم طلب منه السلطان أن يعيد الزيارة في اليوم الثاني ، فلما زاره قدم له السلطان رسمه في لوحة كبيرة موقعا عليه بخطه وهو محفوظ عنده.
ولما اتصل خبر هذا الإنعام بالأهلين هنا بادر وفد لاستقبال بها بك الموما إليه إلى بيروت ووفد إلى حمص ووفد إلى حماة ، ويوم وصوله إلى حلب (١) خرج الألوف من الأهلين لاستقباله وكان يوما مشهودا.
__________________
(١) كان ذلك اليوم يوم الأربعاء الموافق للسادس من رجب كما ذكرت ذلك جريدة فرات الرسمية في عددها ٢٠٧٧ وأسهبت المقال في كيفية هذا الاستقبال.