وأما عبد القادر أفندي فقد كان يلقب بحاجي أفندي ، وإنما دعي بذلك تعظيما له كما هي العادة المرعية عند الأتراك إلى الآن إذا كان صاحب الاسم وجيها مشهورا ، وهو الذي يتصل به نسب جميع الموجودين من الجابريين. وقد نبغ من أولاده أربعة هم محمد أسعد أفندي وعبد الحميد أفندي ومراد أفندي وعارف أفندي.
١١٦٨ ـ الشيخ إسماعيل المواهبي المتوفى سنة ١٢١٨
الشيخ إسماعيل أبو المواهب بن محمد بن صالح بن رجب بن يوسف ، الحلبي الحنفي الشهير بالمواهبي ، العالم الفقيه الفاضل المحدث الواعظ الأديب الكامل ، حجة العلماء وكعبة الفضلاء ، وبقية السلف ونخبة الخلف.
ولد ثالث عشر ذي الحجة سنة ستين وماية وألف ، ونشأ بكنف والده وقرأ عليه العلوم وانتفع به ولازمه وسمع منه الأحاديث الكثيرة وتأدب بآدابه وأجاز له غير مرة. وقرأ بقية الفنون وأخذها ببحث وإتقان عن أبي محمد عبد الكريم بن أحمد الشراباتي الحلبي الشافعي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الطرابلسي الحنفي وغيرهم ، وانتفع بهم ولازمهم وأخذ عنهم واستجازهم فأجازوه إجازة عامة. ولما قدم حلب المحدث الكبير والعالم الشهير أبو عبد الله محمد بن محمد الطيب المغربي الفاسي المالكي نزيل المدينة المنورة عقد مجلس حديث في الجامع الأموي بحلب ، وسمع منه المترجم ولازمه ، وسمع منه أيضا حديث الرحمة المسلسل بالأولية مع والده وأجازه غير مرة ، وسمع الحديث المذكور من أبي محمد عبد القادر بن خليل الكدك المدني لما قدم حلب وأجازه برواياته بعد أن قرأ عليه أوائل الكتب وبعض المسانيد ، وسمع حديث الأولية أيضا من أبي عبد الله الحسين بن علي بن عبد الله الشكور الطائفي المكي وأجازه بخطه ، وكذلك الشهاب أحمد بن الحسن الخالدي الجوهري وأحمد بن عبد الفتاح اللدّي وغيرهم.
ومهر ونبل وتفوق. وأخذ عن والده الطريقة القادرية ، وجلس بعد موته على سجادة المشيخة وأقام الأذكار وأجاز في الإرشاد وانتفع به الحاضر والباد. وكان يختلي في الصالحية كل سنة أربعين يوما ومعه جماعة كثيرون.
وكان كثير الإفادة والوعظ والتدريس في الجامع الأموي بحلب مكان والده وجده على