الفاضل الشيخ عبد الله العطائي الصحاف في رسالته المسماة «بالهمة القدسية» وقد أدرجنا الرسالة بتمامها في ترجمة الفاضل المذكور.
وكانت وفاة الشيخ عبد الله ليلة الأحد في الحادي والعشرين من رجب الفرد سنة ١٢٢٣ ألف ومائتين وثلاث وعشرين ، ودفن في تربة الصالحين الكائنة خارج باب المقام تحت رجلي والده المدفون تحت القبة رحمهماالله تعالى.
وأخوه محمد الذي تقدم ذكره في أول الترجمة لم أقف له على ترجمة خاصة ، ولكني وجدت بخط الشيخ صالح سلطان أنه توفي سنة ١٢٠٥.
١١٧٨ ـ الشيخ أحمد بن محمد الهبراوي المتوفى سنة ١٢٢٤
ترجمه حفيده الشيخ فاتح أفندي الهبراوي ترجمة حافلة طويلة ، فاقتضبنا منها ما يأتي. قال :
هو الصدر الصدير والبدر المنير ، العالم الرباني والشافعي الثاني ، حامل لواء المذهب ومطوقه بالعقد المذهب ، محقق المعقول والمنقول ومدقق الفروع والأصول ، شهاب الدنيا والدين الشيخ أحمد ابن السيد محمد ابن السيد يسين ابن الشيخ عبد الغني الحسيني الشافعي الهبراوي ، نسبة لجدهما الأعلى على ما ذكره النسابة ، أول قادم من طابة ، فإنه خرج ونزل في محلة الكّلاسة واتخذها سكنا له. وبنى له المرحوم الشيخ عبد الرحيم المصري الجامع المعروف باسمه وبالتكية الهبراوية.
ولما بلغ المترجم الشيخ أحمد سن التمييز حفظ القرآن المجيد ، ثم أكب على تحصيل العلوم وتحرير المنطوق والمفهوم ، وحصل على والده طرفا من العلوم ، واشتغل على جماعة من فضلاء الشهباء منهم الشيخ محمد أبو اليمن تاج الدين الشهير بالعقاد مؤلف المناسك ، والفقيه العلامة الشيخ محمد سعيد الديري صاحب حواشي المعفوات ، والشيخ عثمان أبو الفضل العقيلي العمري الشافعي ، والشيخ السيد يحيى أفندي دفين الشام ، والسيد عطاء الله الصحاف ، والشيخ صالح سلطان ، والشيخ قاسم المغربي المالكي نزيل حلب وغيرهم من جبال العلم ورجال الحفظ والفهم. وبمدة وجيزة فاق الأقران وحاز قصبات الرهان ، وذاك العصر بنجبائه مشحون ، فتقدم عليهم في العلوم كلها وهم أهلوها ، وطلع فيهم طلوع