الشمس والبدر ، وفضلهم كما فضلت ليالي القدر.
وبرع في العلوم العقلية والنقلية كلها لا سيما الفقه ، فإنه رفع لواءه وأظهر رواءه ، حتى اشتهر عند الجم الغفير ، ولقب بالشافعي الصغير ، وعقد الدروس والمجالس ، ونثر فيها نفائس الدرر ودرر النفائس.
ثم رحل مع جماعة من كرام الأعيان إلى الشام واجتمع بأفاضلها المبرزين في الفضل ، وأخذ بها عن العلامة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الكزبري وأجازه بثبته كله ، عن العلامة المسند الشيخ أحمد بن عبيد الله الشهير بالعطار (وذكر نصها) ، ثم عاد إلى حلب. ولما قدم من مصر الشيخ إبراهيم الكردي الهلالي أخذ عنه طرفا من العلوم الشرعية وتلقى عنه طريقتي القادرية والخلوتية بإسناده عن شيخه الشيخ سليمان الجمل عن شيخ وقته الشيخ محمد الحفني.
وأما آثاره الباهرة فمنها مواده الكبرى على شرح المنهج الملقبة «بالنور الأبهج» كتب منها أربعة عشر كراسا ، و «المناسك المباركة» التي أتى فيها بعيون الإيضاح ، ومعراجه الكبير ومواده على تسهيل الفوائد للشربباتي (لم يتم) ، ومواده على شرح بافضل (لم يتم) ، وشرحه على منظومة الأجهوري الموسوم «بفتح الرحمن بشرح فضائل رمضان» ، وشرحه الكبير على منظومة القدوة المسمى «بصفوة الصفوة» (لم يتم) ، وشرحه على نظم الموجهات (فقد) ، وشرحة على منظومة البقاعي في المجاز ، و «تقرير لطيف على أوائل البخاري الشريف» ، و «تعليقات بهية على الألفية الحديثية» للحافظ العراقي ، وشرحان له على رسالة في النكاح ، ورسالة في العروض (ولم يكملا) ، وله مجموع رسائل سماه «النور الضاوي بآثار الشهاب الهبراوي» فيه ١٨ رسالة في التوحيد والفقه مجموعها في ٢٢٩ صحيفة.
وكان رحمهالله ذا بشاشة وطلاقة وصلاح وزهد وقناعة وورع ، لا يقبل من أحد شيئا ، ولا يأخذ من مال الدنيا غنيمة ولا فيئا. حكي أن بعض الوزراء لما قدم الشهباء زار العلامة المترجم ، ولما أراد الخروج وضع تحت السجادة جملة من الدراهم المعتادة ثم نهض ، فلم يجد للخروج مساغا وسد عليه طريق الباب ، وتاه في مهامه ضلاله لم يهتد للهدى والصواب ، فناداه الأستاذ : خذ ما وضعت واغرب كما طلعت ، فعاد وأخذ ما وضع ، فانفسح له الطريق الواسع ووجد الباب مفتوحا فخرج.