بحر النوال مجير الخائفين ومن |
|
تلاهجت بثناه العرب والعجم |
محمد خلفة العيّاش من شهدت |
|
له الكمالات والعرفان والحكم |
لا شك سرت حماة الشام وامتلأت |
|
عند القدوم سرورا وانتفى الألم |
تزهو المجالس في إشراق طلعته |
|
كأنه مفرد في وصفه علم |
ترتد عنه العدا بالذل خاسرة |
|
يثنيهم عن علاه المجد والكرم |
كأن إدلبهم كالجسم وهو لها |
|
روح وإن غاب عنها عمها الظلم |
إلى أن يقول :
فلم يزل في سعادات مؤبدة |
|
دهرا على بابه الوراد تزدحم |
وكانت ولادته سنة ١١٧٠ ووفاته سنة ألف ومايتين وإحدى وثلاثين. ا ه.
١١٩٠ ـ الشيخ إسماعيل بن عبد الجواد الكيّالي المتوفى سنة ١٢٣٢
إسماعيل بن عبد الجواد بن أحمد الكيّالي الرفاعي. قال الشيخ أبو الوفا في ترجمته :
هو الولي ابن الولي والسري ابن السري ، سادات أشراف ذوو أحوال وكرامات. كان إسماعيل هذا قرة عين والده ، أخذ العلم عن الشيخ محمد العقاد ومحمد الصوراني (١). ونبغ واستفاد وأفاد ، وأذعن له بالفضل والتقدم علماء عصره واحترمه أشياخه.
ولم يزل على ذلك إلى أن عرض له عارض الجذب والهيام ، واختطف بيد العناية إلى مقامات الاصطلام وألبس إهاب الهيبة فلا يكاد يطاق رهبة ووقارا ترك الاعتناء بالملابس وقنع بزريها ، وكان قبل ذلك يلبس ملابس الأكابر يواجه الوزراء والأمراء والأعيان والصدور بالسب والزجر وكلام الازدراء ، ولا يقدر أحد منهم أن يرد عليه جوابا أو
__________________
(١) وترجمه الشيخ عبد الرزاق البيطار في تاريخه «حلية البشر» وذكر أنه أخذ أيضا عن الشيخ قاسم بن علي المغربي ومحمد بن محمد الأريحاوي ، وأنه حصل ونبل في مدة يسيرة على الكثير من العلماء حتى شهد له بالتقدم شيوخه. وكان والده يثني عليه ويحبه ويقدمه على إخوته وأخذ عنه وأجازه بمروياته ، وبعد وفاته درس وشرع في الإفادة والتسليك وقام مقامه ، وحصل له جذبة في سنة ألف ومايتين فخلع ثيابه وصار يدور في الأسواق على هذه الحالة وشوهدت له كرامات كلية وخوارق وأحوال وإخبارات غيبية ، وكانت الناس تحترمه وتهابه وتخشى من بطشه ويرجون دعواته وينظرون إليه بعين المهابة والتعظيم ويذكرون الله عند رؤيته كما هو علامة أهل الله. وقال : إن ولادته كانت سنة اثنتين وسبعين وماية وألف.