يبكيهم الإيوان وهو مشيّد |
|
واه لبيتهم بغير قطين |
وبنو ربيعة بعد عز شامخ |
|
ومكارم وعزائم وظعون |
أودى مهلهلهم وحل بعمرهم |
|
داعي المنية طالبا بديون |
وأناخ عبسا بعد بدر صارخ |
|
حج الحجاز وطاف حول حجون |
ونزار أنذرهم وحل بربعهم |
|
فأباح وجه الأرض كل جبين |
فإذا المنية ألحقت بمحمد |
|
من ذا لطول بقائه بضمين |
فلنا بأحمد أسوة محبوبة |
|
ولنا العزاء بفضله المسنون |
لا زال صوب العفو يسقي تربة |
|
قد حل أشرفها بهاء الدين |
وأباحه النظر الكريم لوجهه |
|
رب العباد بحلة التزيين |
وهناك تغبطه الجنان وأهلها |
|
ونود رؤية وجهه بعيون |
في المشهد الأعلى يظل مراقبا |
|
وجه الكريم إذا ليوم الدين |
١٢٤٦ ـ الشيخ إسماعيل اللبابيدي المتوفى سنة ١٢٩٠
الشيخ إسماعيل ابن الحاج صالح المشهور باللبابيدي.
ولد تقريبا سنة ١٢٤٠ ، ولما ترعرع حبب إليه طلب العلم ، فقرأ على فضلاء عصره في مقدمات العلوم ، وجاور في المدرسة الشعبانية ، ثم انتقل منها إلى المدرسة العثمانية ، وأكثر من الحضور على الشيخ أحمد الترمانيني ولازمه سنين عديدة ، فتخلق بأخلاقه من الورع والتقوى وملازمة العزلة والانقطاع إلى التعبد مع الزهد في الدنيا بحيث أعرض عما كان له من الثروة من غنم كثير كان له وزراعة ورث ذلك من أبيه فلم يلتفت إليه ، بل سلم الجميع لأخيه وقنع منه باليسير ، وأخذ في مجاهدة النفس وقمعها بتقليل الطعام والإعراض عن ملاذه. وقد حدثني غير واحد عدة حكايات في مجاهدته لنفسه ومخالفته لها. منها أن نفسه اشتهت باذنجانا محشيا ، ولما أحضر إليه رفعه فوق الرف أياما إلى أن اشتغل فيه الدود ، ثم أنزله ووضعه أمامه وصار يخاطب نفسه : كلي أيتها الخبيثة ، أما اشتهيت على الباذنجان المحشي. وكان يلبس خشن الثياب ويتزر بالبلاس الذي يغلف به التنباك ، وكان لا يرى إلا ساكتا أو ذاكرا أو مذاكرا في علم ، لا تعرف الغيبة أو النميمة في مجلسه. وبالجملة فقد كانت حالته تمثل السلف الصالح ، يتوسم فيه ذلك كل من رآه ، لا تكلف في ذلك