هذا الوفائي ابن الوفا وأبو الوفا |
|
هذا محط الجود والتأمين |
هذا بقية آل بيت المصطفى |
|
يسري به التابوت بعد الحين |
هذا مخيّب كل باغ باسل |
|
هذا مشجّع مهجة المسكين |
هذا مفيض الجود إن بخل الحيا |
|
هذا مكيد الفاجر المغبون |
هذا منار الشرع والطرق التي |
|
جليت بها بمطارف التحسين |
هذا المؤكد عندنا بوجوده |
|
زهد الرشيد وعفة المأمون |
ساروا به للصالحين فبادروا |
|
للقائه بالذكر والتأذين |
وعيون أهل الفضل عند فراقه |
|
تحكي بأدمعها سحاب الجون |
شقوا به سوق الزحام كأنه |
|
بدر يسير بأحسن التكوين |
وارحمة لحرائر قد صانها |
|
في حجره بالأمن والتحصين |
تبكي عليه والصخور تجاوبت |
|
من حولها بتأوه وأنين |
ومن الحجارة ما بكى لفراق من |
|
أبكى من الشهباء أهل الصين |
هلا شجى منه الحمام وإنه |
|
لهو الحميم لأهل هذا الحين |
خانت لسيدها الليالي فانثنت |
|
سودا وهذا دأب كل خؤون |
حانت منيته فلو قبل الفدا |
|
جئنا لفديته بلا تعيين |
لمن المحاريب الشريفة بعده |
|
بقيت تئن بلوعة وشجون |
لمن المنابر كالعرائس تنجلي |
|
بالوشي بعد خطيبها الميمون |
آلت لنا الأقلام بعد يمينه |
|
أن لا تجر مدادها بيمين |
وعلى حمى الآداب والإنشا إذا |
|
أزكى سلام مودع ميمون |
لا يشمت الحساد فيه فإنهم |
|
من بعده ذاقوا عذاب الهون |
وليصبر الأحباب عنه إنه |
|
لم يلف أول نازح وظعين |
فلكم دعت تلك المنية سيدا |
|
فأجابها بالطوع والتأمين |
أخنت بنوح وابنه سام ولم |
|
ترع الخليل لخلة وشؤون |
ورمت بذي القرنين أسهمها فلم |
|
ينفعه ملك الأرض والترصين |
وبنو جذيمة بعدما جزموا بأن |
|
لا يشربوا في الدهر كأس منون |
تركوا الخورنق والسدير وغادروا |
|
ملك الكبير سدى بغير أمين |
والبهرميون الذين تبؤوا |
|
سبأ بظل جنائن وعيون |