وكانت يده مطلقة في سبيل الخير والصدقة ولا يتأخر عن مكرمة دعي إليها.
فمن آثاره تجديد مسجد في زقاق النخلة في محلة باب النيرب صرف عليه ٤٠٠ ليرة عثمانية ، ولا زال ولداه يتفقدان هذا المسجد بالنفقة. وتجديد جامع الخواجا في محلة العقبة على يد الرجل الصالح الحاج خليل إكريّم وقد قدمنا ذلك. وبعد أن أنشئت المنازل في العرصة المسماة بسراي إسماعيل باشا شرقي جامع الرومي أنشأ المترجم هناك بئرا للاستقاء صرف عليه ١٠٠ ليرة ، ولا زال ولداه يتفقدان هذا البئر بالنفقة.
وفي زمن ناشد باشا لما أدخل ماء قناة حلب إلى محلة الفردوس عمر المترجم طريق القناة من قسطل باب المقام إلى محلة المعادي فالمقامات فالفردوس ، ويبلغ طول هذا الطريق نحو ألف متر صرف عليه نحو ٣٠٠ ليرة. وأنشأ سبيلا في محلة المقامات صرف عليه نحو ٤٠ ليرة. وفي سنة ١٣١٨ توهنت قبلية جامع محلة الأعجام فجدد بناءها وصرف في ذلك نحو ١٥٠. وهكذا كان رحمهالله لا يألو جهدا في أمثال هذه الأعمال الخيرية.
ولم يزل على ذلك إلى سنة ١٣٢٣ ، ففيها في شهر جمادى الثانية توجه إلى المدينة المنورة مهاجرا وزائرا لساكنها عليهالسلام ، فوافته المنية فيها في العشرين من رمضان ودفن ثمة بالبقيع ، فكانت نعمت الهجرة والزيارة رحمهالله تعالى.
١٣٠٣ ـ محمد نصوح الجابري المتوفى سنة ١٣٢٤
محمد نصوح أفندي ابن الحاج صدّيق أفندي الجابري ، الوجيه السريّ الأديب.
ولد سنة ١٢٧٧ ، وتربى في حجر الوجاهة. ومن حين نشأته كانت همته متوجهة لطلب الكمال والتحلي بحلية أهل الفضل ، فسعى إلى تلك الدوحة واقتطف من يانع ثمارها ، وحصل من العلوم الفقهية والأدبية طرفا صالحا مع نباهة فكر وأصالة رأي.
وتوجه في نواحي سنة ١٣٠٤ إلى عكا فأخذ الطريقة اليشرطية عن نزيلها الشيخ علي اليشرطي ، وبعد عودته اهتم في نشرها في حلب.
وكان مولعا بكتب التصوف مكثرا من المطالعة فيها ، وله مع ذلك شعر حسن يميل