١٢١١ ـ نصر الله الطرابلسي المتوفى في حدود ١٢٥٦
نصر الله بن فتح الله بن بشارة الطرابلسي. ترجمه صاحب مجلة المشرق في الجزء الثالث منها ترجمة طويلة نقتضب منها ما يأتي ، قال :
ولد نصر الله في حلب سنة ١٧٧٠ ميلادية ، وقد كان أبوه أتى من طرابلس إلى حلب للتجارة فتوطنها وتأهل فيها ، فولد له المترجم. ولما ترعرع أخذ يدرس مبادىء العلوم على أدباء مدينته فأتقنها بوقت قريب ، ثم حمله حبه للمعارف إلى أن يتفرغ للدروس البيانية والآداب ، فحفظ بعد قليل شيئا من أشعار العرب ونوادرهم وأخبارهم ، وكان مع ذلك عذب اللسان خفيف الشمائل جميل الطلعة ، فرغب كبار الناس في مجالسته وأعجبوا برقة محاضرته.
ودرس اللغة التركية والفارسية وتضلع منهما وصار ينظم الشعر فيهما. وممن اجتمع بهم ومدحهم بشعره يوسف لويس روسّو قنصل دولة فرانسة في حلب ، فكتب إليه من قصيدة يهنئه بعيد الفصح سنة ١٨٠٨ :
هو الماجد المفضال بالحزم والندى |
|
ومن لم نجد في المكرمات له ندّا |
غمام همى بحر طمى أسد حمى |
|
همام سما نحو السما فاضل أهدى |
وما روضة غناء لذ مقيلها |
|
وهز الصبا النجدي أغصنها الملدا |
وسح عليها القطر والبرق منتض |
|
مهنده البتار إذ بارز الرعدا |
وأكرمها فصل الربيع لحسنها |
|
فألبسها من خير ترقيمه بردا |
ونرجسها أبدى وقوفا وهيبة |
|
وغض لحاظا حينما نظر الوردا |
بأحسن منه منظرا عند نيله |
|
وحين يلاقي الضيف أو يكرم الوفدا |
أمير إذا ما زرته ولقيته |
|
ترى السعد والإقبال من حوله جندا |
وله في القنصل المذكور من قصيدة قدمها له لما فارق الشهباء :
لقد شط قلبي يوم سارت حمولكم |
|
بسفح قويق حين أظعانكم تحدى |
ودارت كؤوس اللثم عند وداعنا |
|
وقد وخدت أيدي المطايا بكم وخدا |
لحى الله أيام النوى ما أمّرها |
|
فما أقبلت إلا وشيبت المردا |