الوالد ، فطلبا منه أن يجتمعا به ، فقدر الاجتماع وسألا الوالد عن أخذ هذه الطريقة ، فأحضر سلاسله وأسناده ، فاطلعا على ذلك ودعوا له وقرظا على إجازته وشهدا له بالأهلية ، وانسر بوجود هذه الطريقة ونشرها في هذه الأقطار.
تزوج رحمهالله تعالى ثلاث زوجات ، أولاهن الست صفية بنت المرحوم السيد أحمد أفندي يحيى بيك زاده العقيلي الجنيدي وأولدها حامدا ورقية ، ثم تزوج بالوالدة الست آسية بنت السيد محمد الزنابيلي الشريف ذي النسب المشهور وبقيت عنده إلى أن توفيت بطاعون سنة ١٢٠١ ، ثم تزوج بنت السيد يسين الشراباتي وبقيت إلى سنة ١٢١٩ وماتت في عصمته قبل وفاته بستة أشهر.
وكان رحمهالله ملازما على الأوراد الشاذلية نهار الثلاثاء في الأموي بعد العصر وعلى إقامة الذكر مع الأخوان نهار الأحد في زاوية خير الله. ا ه. (من خط ولده الشيخ أبي الوفا الرفاعي المتوفى سنة ١٢٦٤).
١١٧١ ـ الشيخ عمر الخفّاف المتوفى أوائل هذا القرن
قال السيد الكواكبي في حقه : الفاضل الألمعي ، والكامل اللوذعي ، نخبة السادات والأشراف ، أبو السعد عمر بن عبد الله الخفاف ، العالم النحوي الأديب ، والمتفنن العارف الأريب ، ذو اللسان العذب القندي ، والعرف الزكي الوردي ، يجنى ثمر الفصاحة من آدابه ، ويلتقط در الجمان من بديع خطابه.
ولد بحلب في حدود الخمسين والمائة بعد الألف ، ونشأ بها واشتغل باجتهاد وجد ، وأخذ من غضارة التحقيق ما أربى به على السيد والسعد ، ثم أخذ يغذي الطلبة من خالص المعارف ، ويكسوهم من فضله حلل اللطائف والعوارف ، وهو الآن في الحياة ، أمده الله بعظيم الفضل والجاه.
وأما شعره فهو السحر الحلال ، أو العذب الزلال ، من بقية المخضرمين الأول ، غير أنه لا يذكر رسما ولا طلل ، بل جميع ما تجوده رويته من سانحات الآن ، لم يقيدها بمجموع ولا ديوان. وله شعر كثير جدا.