فقيه اشتق وصفه من الشقائق النعمانية ، وتحلى جيده بفرائد الأقوال النعمانية ، واحد يشار إليه عند خفاء الكناية ، وعلم تضاف إليه أرباب النهاية ، النجم الذي يلوذ به الساري ، والشهاب الذي تنحط عنده الدراري ، من ينادي على السعد وسعد مشتمل ، ما هكذا تورد يا سعد الإبل ، لو شافه عمر البصري لأذعن له ابن زياد ، ولو نصب بعد المفاجأة لأفصح بها أهل البواد ، ولو ناظر الكسائي في دقائق الأدب ، لمثل هشام بين يديه بالأدب ، ولو ساجل أبا الطيب في منسرحه ومضارعه ، لوقف ابن الحسين عن إجازة الثواني من مطالعه ، ماء الفصاحة يقطر من لسانه ، ودرر البلاغة تتحلى بجمانه ، وأبحاث التحقيق عنده هائجة ، وأسواق الفضائل في بيته رائجة ، يعير الصبا من دماثة أخلاقه ، ويهدي إلى الربا نضارة أعراقه ، ويدع الجليس مشوفا بجنابه العامر ، وعندك ذكر من بثينة وعامر.
ولد سنة ١١٤٧ ، وتوفي في إحدى وعشرين من رمضان سنة ١١٩٨ ، ودفن في تربة أبي نمير خارج باب قنسرين. ا ه. من «النفائح واللوائح» للكواكبي. وهنا أورد له قصيدتين مدح المترجم بهما والده أحمد أفندي.
واطلعت عند بعض أحفاده على شرح له على قصيدة الفاضل الأديب السيد أحمد بن مسعود بن حسن المكي التي يقول في مطلعها :
حث قبل الصباح نخب كؤوسي |
|
فهي تسري مسرى الغذا في النفوس |
وانتجعها بكرا فقد ثوّب الدا |
|
عي إليها من حانة القسيس |
بنت كرم إن تلق ملسوع را |
|
ح وهو جليس لا يرتضي بالجلوس (١) |
وشرحه هذا يدل على تضلعه في علم الأدب وغزارة مادته في علم اللغة.
وله كما وجدته في مجموع عند بعض أحفاده لما خطر الشام قاصدا الحجاز يستنجد السيد خليل أفندي المرادي مفتي دمشق الشام صاحب «سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر» :
وكم قائل لما رآني ضاربا |
|
فواصل أسبابي بمجموع أوتادي |
يسائل هل تبغي العروض وما الذي |
|
دعاك لإتهام بعيس وإنجاد |
__________________
(١) هكذا ورد البيت ، وفي وزنه اختلال.