(١) طويل متلّ العنق أشرف كاهلا |
|
أشقّ رحيب الجوف معتدل الجرم |
كأنه قال ذهب صعدا فانما أخبر أنّ الذهاب كان على هذه الحال ، ومثله قول رجل من عمان [رجز]
(٢) اذا أكلت سمكا وفرضا |
|
ذهبت طولا وذهبت عرضا |
فانما شبّه هذا الضرب من المصادر ، وليس هذا مثل قول عامر بن الطّفيل : [كامل]
(٣) فلأبغينّكم قنا وعوارضا |
|
ولأقبلنّ الخيل لابة ضرغد |
__________________
ـ تقول ذهب زيد مسرعا وانطلق راكبا فتنتصب هذه الصفات لاشتغال الفعل بالاسم المذكور قبلها ولو أخلص لها الفعل ارتفعت به فلما كان التمييز والحال بمنزلة واحدة في هذه الاشياء عبر عن التمييز بالحال وعلى هذا تجرى سائر الابيات* وصف رواحل أنضاها دؤوب السير في الهواجر والليل حتى ذهبت لحوم كلا كلها وصدورها ونحلت والكلاكل الصدور واحدها كلكل وكلكال وكأنه أراد بالكلكل هنا أعلى الصدر فلذلك ذكر معه الصدر ويكون أيضا ذكرها للتوكيد ومعنى مشق أذهب لحومهن والممشوق الضريب اللحم الخفيف الجسم.
(١٢٤) الشاهد فيه نصب الكاهل على التمييز لا على التشبيه بالظرف ، وقد تقدم القول فيه* وصف فرسا فيقول هو طويل العنق مشرف الكاهل رحيب الجوف طويل الخلق معتدل الشكل والمتل العنق الطويل الغليظ المغرز وأضافه الى العنق لتبيين نوع المتل فكانه قال طويل الشىء المتل الذي هو العنق ، والكاهل فروع الكتفين والاشق الطويل الشق وهو الجانب والرحب والرحيب الواسع ، والجرم الجسم.
(١٢٥) الشاهد فيه نصب الطول والعرض على التمييز لان المعنى ذهب طولى وعرضى أي أتسعا وتملآ شبعا والطول والعرض هنا عبارة عن جميع جسده فهما في التحصيل جوهر وان كانا في اللفظ اسم فعل فنصبهما اذا كنصب الكلاكل والصدور في البيت المتقدم وعلتهما واحدة ، والفرض ضرب من التمر لاهل عمان والفرض التمر الذي يؤخذ في فرض الزكاة وكذلك الزبيب واصل الفرض في اللغة القطع قاله الزجاج في المعاني.
(١٢٦) الشاهد في نصب قنا وعوارض على اسقاط حرف الجر ضرورة لانهما مكانان مختصان لا ينتصبان انتصاب الظرف وهما بمنزلة ذهبت الشام في الشذود والحذف* توعد في البيت أعداءه بتتبعهم والايقاع بهم حيث حلوا من المواضع المنيعة ومعني لأبغينكم لاطلبنكم ، وقنا وعوارض جبلان ، واللابة الحرة ، وضرغد جبل بعينه ومعنى لا قبلن الخيل لاوردنها هذه الحرة ولأقبلنها.