هذا حجّة لقوله ربّ رجل وأخيه ، فهذا الاسم الذي لم يكن ليكون نكرة وحده ولا يوصف به نكرة ، ولم يحتمل عندهم أن يكون نكرة ولا يقع في موضع لا يكون فيه إلا نكرة حتى يكون أوّل ما يشغل به العامل نكرة ثم يعطف عليه ما أضيف الى النكرة ويصيّر بمنزلة مثلك ونحوه ولم يبتدأ به كما يبتدأ بمثلك لأنه لا يجري مجراه وحده ، ولم يصر هذا نكرة إلا على هذا الوجه كما أنّ أجمعين لا يجوز في الكلام إلا وصفا ، وكما أن أي تكون في النداء كقوله يا هذا ، ولا يجوز إلا موصوفا ، وليس هذا حال الوصف والموصوف في الكلام كما أنه ليس حال النكرة كحال هذا الذي ذكرت لك ، وفيه على جوازه وكلام العرب به ضعف.
[باب ما ينصب فيه الاسم لأنه لا سبيل له الى أن يكون صفة]
وذلك قولك هذا رجل معه رجل قائمين فهذا ينتصب لأنّ الهاء التي في معه معرفة فأشرك بينهما ، وكأنه قال معه امرأة قائمين ومثله مررت برجل مع امرأة ملتزمين فله إضمار في مع كما كان له إضمار في معه في النّية قولك مررت بقوم مع فلان أجمعون ، ومما لا يجوز فيه الصفة فوق الدار رجل وقد جئتك برجل آخر عاقلين مسلمين وتقول اصنع ما سرّ أخاك وأحبّ أبوك الرجلان الصالحان على الابتداء وتنصبه على المدح والتعظيم كقول الخرنق (من قيس بن ثعلبة) : [كامل]
(١) لا يبعدن قومي الذين هم |
|
سمّ العداة وآفة الجزر |
النّازلين بكلّ معترك |
|
والطيّبون معاقد الأزر |
__________________
ـ المتراكب ، ووضع السقاء حطه عن الراحلة واحقابه وضعه على الحقيبة وهي مؤخر الرحل ، ويروى وأحقابه بفتح الهمزة وهو جمع حقيبة على حذف الزيادة ، وهو جمع غريب ونظيره شريف وأشراف ويتيم وأيتام والحلوس مسوح من شعر توضع تحت الرحل في مؤخر البعير واغمادها شدها تحت الرحل.
(٣٦١) استشهد بهما لقطع النازلين والطيبين على الموصوف وحملهما على اضمار الفعل والمبتدأ لما قصد بهما من معنى المدح دون الوصف على ما بينه في الباب ، وقد تقدم البيتان بتفسيرهما في ص ١٢٦ رقم ١٨٣.