بينهما لا في الباء وأحقّت المرور للأول وفصلت بينهما عند من التبسا عليه فلم يدر بأيهما مررت.
[باب المبدل من المبدل منه]
والمبدل يشرك المبدل منه في الجرّ ، وذلك قولك مررت برجل حمار فهو على وجه محال وعلى وجه حسن ، فأما المحال فأن تعنى أن الرجل حمار وأما الذي يحسن فهو أن تقول مررت برجل ثم تبدل الحمار مكان الرجل فتقول حمار إما أن تكون غلطت أو نسيت فاستدركت ، وإما أن يبدو لك أن تضرب عن مرورك بالرجل ، وتجعل مكانه مرورك بالحمار بعد ما كنت أردت غير ذلك ، ومثل ذلك قولك لا بل حمار ، ومن ذلك قولك مررت برجل بل حمار ، وهو على تفسير مررت برجل حمار ومن ذلك ما مررت برجل بل حمار وما مررت برجل ولكن حمار ، أبدلت الآخر من الأول وجعلته مكانه ، وقد يكون فيه الرفع على أن يذكر الرجل فيقال من أمره ومن أمره فتقول أنت قد مررت به فما مررت برجل بل حمار ولكن حمار ، أي بل هو حمار ولكن هو حمار ، ولو ابتدأت كلاما فقلت ما مررت برجل ولكن حمار تريد ولكن هو حمار كان عربيّا أو بل حمار أو لا بل حمار كان كذلك كأنه قال ولكن الذي مررت به حمار واذا كان قبل ذلك منعوت فأضمرته أو اسم أضمرته أو أظهرته فهو أقوى لأنك تضمر ما ذكرت وأنت هنا تضمر ما لم تذكر وهو جائز عربىّ ، لأن معناه ما مررت بشيء هو بغل فجاز هذا كما جاز المنعوت المذكور ، نحو قولك ما مررت برجل صالح بل طالح ومثل ذلك قوله عزوجل (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) فهذا على أنهم قد كانوا ذكروا الملائكة قبل ذلك بهذا وعلى الوجه الآخر والمعرفة والنكرة في لكن وبل ولا بل سواء ومن المبدل أيضا قولك قد مررت برجل أو امرأة إنما ابتدأ بيقين ثمّ جعل مكانه شكّا أبد له منه فصار الأول والآخر الادّعاء فيهما سواء فهذا شبيه بقوله ما مررت بزيد ولكن عمرو ابتدأ بنفي ثم أبدل مكانه يقينا ، وأما قولهم أمررت برجل أم امرأة ، اذا أردت معنى أيّهما مررت به فانّ