(١) * يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي*
واعلم أن كل شيء ابتدأناه في هذين البابين أولا هو القياس وجميع ما وصفنا من هذه اللغات سمعناه من الخليل ويونس عن العرب.
[باب ما يكون النداء فيه مضافا الى المنادى بحرف الاضافة]
وذلك في الاستغاثة والتعجّب وذلك الحرف اللام المفتوحة ، وذلك قول الشاعر وهو مهلهل بن ربيعة التغلبي : [مديد]
(٢) يا لبكر أنشروا لى كليبا |
|
يا لبكر أين أين الفرار |
فاستغاث بهم لأن ينشروا له كليبا ، وهذا منه وعيد وتهدّد ، وأما قوله : يا لبكر أين أين الفرار فانما استغاث بهم لهم أي لم تفرّون ، استطالة عليهم ووعيدا ، وقال أميّة ابن أبي عائذ الهذليّ :
(٣) ألا يالقوم لطيف الخيال |
|
أرّق من نازح ذي دلال |
__________________
(٤٦٨) الشاهد فيه ابدال الألف من الياء في قوله يا ابنة عما كراهة لاجتماع الكسرة والياء مع كثرة الاستعمال* خاطب امرأته أم الخيار وهي ابنة عمه ولها يقول :
قد أصبحت أم الخيار تدعي |
|
علىّ ذنبا كله لم أصنع |
والهجوع النوم بالليل خاصة.
(٤٦٩) الشاهد فيه ادخال لام الاستغاثة على بكر مفتوحة للفرق بينها وبين لام المستغاث من أجله ، وكانت أولى بالفتح لوقوع المنادى موقع الضمير ، ولام الجر تفتح مع الضمائر ، وأيضا فان الفعل لا يظهر معها لأن حرف النداء بدل من اللفظ به ويظهر مع لام المدعو له فتقول يا لزيد أدعوك لكذا فغيرت الاولى كما غير الفعل بالحذف وتركت الثانية على المستعمل فيها لظهور الفعل معها على ما يجب في الأصل ، والمستغاث من أجله في البيت هو المستغاث به ، والمعنى يا لبكر أدعوكم لأنفسكم مطالبا لكم في انشار كليب وإحيائه وهذا منه استطالة ووعيد وكانوا قد قتلوا كليبا أخا في أمر البسوس وخبرها مشهور.
(٤٧٠) الشاهد فيه فتح اللام الأولى وكسر اللام الثانية فرقا بين المستغاث به والمستغاث من أجله ، وقد تقدمت علته والطيف ما يطيف بالانسان في النوم من خيال من يحب ، ومعنى أرق منع النوم والنازح البعيد وذكره لأنه أراد الشخص والدلال الدلالة بحسن ومحبة ونحوهما.