الذي لا يتعدّى المفعول وذلك قولك أعطى عبد الله الثوب إعطاء جميلا ونبئت زيدا أبا فلان تنبيئا حسنا وسرق عبد الله الثوب الليلة لا تجعله ظرفا ولكن على قولك يا مسروق الليلة الثوب صير فعل المفعول والفاعل حيث انته فعلهما بمنزلة الفعل الذي لا يتعدى فاعله ولا مفعوله ولم يكونا أضعف من الفاعل الذي لا يتعدى.
[باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب وهو حال وقع فيه الفعل وليس بمفعول]
كالثوب في قولك : كسوت الثوب وفي قولك كسوت زيدا الثوب لان الثوب ليس بحال وقع فيها الفعل ولكنه مفعول كالاول ألا ترى أنه يكون معرفة ويكون معناه ثانيا كمعناه أولا إذا قلت : كسوت الثوب وكمعناه إذا كان بمنزلة الفاعل اذا قلت كسي الثوب وذلك قولك ضربت عبد الله قائما وذهب زيد راكبا فلو كان بمنزلة المفعول الذي يتعدى اليه فعل الفاعل نحو عبد الله وزيد ما جاز في ذهبت ولجاز ان تقول ضربت زيدا أباك وضربت زيدا القائم لا تريد بالاب ولا بالقائم الصفة ولا البدل فالاسم الاول المفعول في ضربت قد حال بينه وبين الفعل أن يكون فيه بمنزلته كما حال الفاعل بينه وبين الفعل في ذهب أن يكون فاعلا وكما حالت الاسماء المجرورة بين ما بعدها وبين الجار في قولك لي مثله رجلا ، ولي ملؤه عسلا ، وكذلك ويحه فارسا ، وكما منعت النون في عشرين أن يكون ما بعدها جرا اذا قلت له عشرون درهما فعمل الفعل ههنا فيما يكون حالا كعمل لي مثله فيما بعده ألا ترى أنه لا يكون الا نكره كما أن هذا لا يكون الا نكرة ولو كان هذا الحال بمنزلة الثوب وزيد في كسوت لما جاز ذهبت راكبا لانه لا يتعدى الى مفعول كزيد وعمرو وانما جاز هذا لأنه حال وليس معناه كمعنى الثوب وزيد فعمل كعمل غير الفعل ولم يكن أضعف منه اذ كان يتعدّى الى ما ذكرت من الازمنة والمصادر ونحوه.
[باب الفعل الذي يتعدى اسم الفاعل الى اسم المفعول]
«واسم الفاعل والمفعول فيه لشيء واحد»
فمن ثمّ ذكر على حدته ولم يذكر مع الأول ولا يجوز فيه الاقتصار على الفاعل كما لم يجز في ظننت الاقتصار على المفعول الأول لأن حالك في الاحتياج الى الآخر ههنا كحالك