وجعلت القتال في يوم الجمعة والهلال في الليلة وإن قلت الليلة الهلال واليوم القتال نصبت التقديم والتأخير في ذلك سواء ، وإن شئت رفعت فجعلت الآخر الأول ، وكذلك اليوم الجمعة واليوم السبت ، وإن شئت رفعت ، فأما اليوم الأحد واليوم الاثنان فانه لا يكون إلا رفعا وكذلك الخميس لأنه ليس بعمل فيه كأنك أردت أن تقول اليوم الخامس والرابع ، وكذلك اليوم خمسة عشر من الشهر إنما أردت هذا اليوم تمام خمسة عشر من الشهر ، ويومان من الشهر رفع كلّه فصار بمنزلة قولك العام عامها.
ومن العرب من يقول اليوم يومك فيجعل اليوم الأول ، بمنزلة الآن لأن الرجل يقول أنا اليوم أفعل ذاك ولا يريد يوما بعينه ، وتقول عهدي به قريبا وحديثا اذا لم تجعل الآخر هو الأول فان جعلت الآخر هو الأول رفعت ، واذا نصبت جعلت الحديث والقريب من الدهر ، وتقول عهدي به قائما وعلمي به ذا مال فتنصب على أنه حال وليس بالعهد ولا العلم وليسا هنا ظرفين ، وتقول ضربي عبد الله قائما على هذا الحد ذكرت لك ، واعلم أنّ ظروف الدهر أشدّ تمكنا في الاسماء لأنها تكون فاعلة ومفعولة تقول أهلكك الليل والنهار واستوفيت أيامك فأجرى الدهر هذا المجرى فأجر الأشياء كما أجروها.
[باب الجرّ]
والجرّ إنما يكون في كلّ اسم مضاف اليه ، واعلم أنّ المضاف اليه ينجرّ بثلاثة أشياء بشىء ليس باسم ولا ظرف ، وبشىء يكون ظرفا ، وباسم لا يكون ظرفا ، فأمّا الذي ليس باسم ولا ظرف فقولك مررت بعبد الله وهذا لعبد الله ، وما أنت كزيد ويا لبكر وتالله لأفعل ذاك ومن وفي ومذ وعن وربّ وما أشبه ذلك ، وكذلك أخذته عن زيد والى زيد ، وأمّا الحروف التي تكون ظرفا فنحو خلف وأمام وقدّام ووراء وفوق وتحت وعند وقبل ومع وعلى لأنّك تقول من عليك كما تقول من فوقك وذهب من معه ، وعن أيضا ظرف بمنزلة ذات اليمين والناحية ألا ترى