أن تقول قلّما سرت فدخلت وحتّى دخلت كما تقول ما سرت حتّى دخلت ، فانما ترفع بحتّى في الواجب ويكون ما بعدها مبتدء منفصلا من الأوّل كان مع الأوّل فيما مضى أو الآن ، وتقول أسرت حتّى تدخلها نصب لأنك لم تثبت سيرا تزعم أنه قد كان معه دخول.
[باب ما يكون العمل فيه من اثنين]
وذلك قولك سرت حتى يدخلها زيد اذا كان دخول زيد لم يؤدّه سيرك ولم يكن سببه ، فيصير هذا كقولك سرت حتّى تطلع الشمس لأن سيرك لا يكون سببا لطلوع الشمس ولا يؤدّيه ، ولكنك لو قلت سرت حتّي يدخلها ثقلى ، وسرت حتى يدخلها بدني لرفعت لأنك جعلت دخول ثقلك يؤدّيه سيرك ، وبدنك لم يكن دخوله إلّا بسيرك ، وبلغنا أن مجاهدا قرأ هذه الآية (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) وهي قراءة أهل الحجاز ، وتقول سرت حتى يدخلها زيد وأدخلها وسرت حتى أدخلها ، ويدخلها زيد اذا جعلت دخول زيد من سبب سيرك وهو الذي أدّاه ، ولا تجد بدا من أن تجعله هيهنا في تلك الحال لأن رفع الأول لا يكون إلّا وسبب دخوله سيره ، واذا كانت هذه حال الأول لم يكن بد للآخر من أن يتبعه لأنه يعطف على دخولك في حتّى ، وذلك أنه يجوز أن تقول سرت حتّى يدخلها زيد اذا كان سيرك يؤدّي دخوله كما تقول سرت حتى يدخلها ثقلى ، وتقول سرت حتى أدخلها وحتى يدخلها زيد لأنك لو قلت سرت حتّى أدخلها ، وحتّى تطلع الشمس كان جيدا ، وصارت إعادتك حتّى كاعادتك له في تبّا له وويل له ، ومن عمرا ومن أخو زيد ، وقد يجوز أن تقول سرت حتّى يدخلها عمرو وإذا كان أدّاه سيرك ، ومثل ذلك قراءة أهل الحجاز (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ).
واعلم أنه لا يجوز سرت حتّى أدخلها وتطلع الشمس ، يقول اذا رفعت طلوع الشمس لم يجز ، وإن نصبت وقد رفعت فعلك فهو محال حتّى تنصب فعلك من قبل العطف فهذا محال أن ترفع ولم يكن الرفع لأن طلوع الشمس لا يمكن أن يؤدّيه سيرك