وإنما أراد الضفادع فلما اضطّر الى أن يقف آخر الاسم كره أن يقف حرفا لا يدخله الوقف في هذا الموضع فأبدل مكانه حرفا يوقف في الرفع والجرّ ، وليس هذا لأنه حذف شيئا فجعل الياء عوضا منه ، لو كان ذلك لعوضت حارثا الياء حيث حذفت الثاء وجعلت البقيّة بمنزلة اسم يتصرّف في الكلام على ثلاثة أحرف وذلك حين قلت يا جار ، ولو قلت هذا لقلت يا مروى ، إذا أردت أن تجعل ما بقى من مروان بمنزلة ما بقى من حارث حين قلت يا حار.
[باب النّفي بلا ولا تعمل فيما بعدها فتنصبه بغير تنوين]
ونصبها لما بعدها كنصب إن لما بعدها ، وترك التنوين لما تعمل فيه لازم لأنها جعلت وما عملت فيه بمنزلة اسم واحد نحو خمسة عشر وذلك لأنها لا تشبه سائر ما ينصب مما ليس باسم وهو الفعل وما أجري مجراه لأنها لا تعمل إلا في نكرة ، ولا وما تعمل فيه في موضع ابتداء فلما خولف بها عن حال أخواتها خولف بلفظها كما خولف بخمسة عشر فلا لا تعمل إلا في نكرة ، كما أن ربّ لا تعمل إلّا في نكرة وكما أن كم لا تعمل في الخبر والاستفهام إلا في النكرة لأنك لا تذكر بعد لا اذا كانت عاملة شيئا بعينه كما لا تذكر ذلك بعد ربّ وذلك لأن ربّ انما هي للعدة بمنزلة كم ، فخولف بلفظها حين خالفت أخواتها كما خولف بأيّهم حين خالفت الذي ، وكما قالوا يا الله حين خالفت ما فيه الألف واللام ، وستري أيضا نحو ذلك ان شاء الله ، فجعلت وما بعدها كخمسة عشر في اللفظ وهي عاملة فيما بعدها كما قالوا يا ابن أمّ فهي مثلها في اللفظ وفي أنّ الأول عامل في الآخر ، وخولف بخمسة عشر لأنها انما هي خمسة وعشرة ، فلا لا تعمل إلا في نكرة من قبل أنها جواب فيما زعم الخليل لقوله هل من عبد أو جارية فصار الجواب نكرة كما أنه لا يقع في هذه المسئلة إلا نكرة.
واعلم أن لا وما عملت فيه في موضع ابتداء كما أنك اذا قلت هل من رجل فالكلام بمنزلة اسم مرفوع مبتدإ ، وكذلك ما من رجل وما من شيء ، والذي يبنى عليه في زمان أو في مكان ولكنك تضمره ، وان شئت أظهرته وكذلك لا رجل ولا شيء انما تريد لا